@ 413 @ ( ^ بما جاءكم من الحق يخرجون الرسول وإياكم أن تؤمنوا بالله ربكم إن كنتم خرجتم ) * * * * * * * * * * اطلع على أهل بدر فقال : اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم ' . .
قال أهل التفسير : ' وكان عليه الصلاة والسلام إذا أراد غزوا ورى بغيره ' . وكان يقول : ' الحرب خدعة ' فلما أراد أن يغزو مكة كتم أمره أشد الكتمان ، وكتب حاطب بن أبي بلتعة على يدي امرأة تسمى سارة كتابا إلى أهل مكة يخبرهم بمسير النبي ، فأطلع الله نبيه على ذلك ، وكان الأمر على ما بينا ، وأنزل الله تعالى هذه الآية . .
قوله تعالى : ( ^ يا أيها الذين آمنوا ) في الآية دليل على أن حاطب لم يخرج من الإيمان بفعله ذلك . .
وقوله : ( ^ لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء ) أي : أعدائي وأعداءكم ، وهم مشركو قريش . .
وقوله : ( ^ تلقون إليهم بالمودة ) أي : تلقون إليهم أخبار النبي وسره بالمودة التي بينكم وبينهم . ويقال : تلقون إليهم بالمودة أي : بالنصيحة ، قاله مقاتل . وقيل : تلقون إليهم بالمودة أي : بالكتاب . وسمي ذلك مودة وكذلك النصيحة ؛ لأن ذلك دليل المودة . .
وقوله : ( ^ وقد كفروا بما جاءكم من الحق ) الواو واو الحال قاله الزجاج . ومعناه : وحالهم أنهم كفروا بما جاءكم من الحق . .
وقوله : ( ^ يخرجون الرسول وإياكم ) أي : أخرجوا الرسول وأخرجوكم ، ومعنى الإخراج هاهنا هو الإلجاء إلى الخروج .