أتوا به فوق أعوادٍ تسير به ... وغسلّوه بشطّي نهر قلّوط .
وأسخنوا الماء في قدرٍ مرصّصةٍ ... وأشعلوا تحتها عيدان بلّوط .
قال ابن خلكان C : زرت قبره ورأيت عليه مكتوباُ : .
من زار قبري فليكن موقناً ... أن الذي لاقيت يلقاه .
فيرحم الله امرءاً زارني ... وقال لي يرحمك الله .
ولد ابن منير سنة ثلاث وسبعين وأربعمائة وتوفي سنة ثمان وأربعين وخمسمائة وقيل سنة سبع ودفن بجبل جوشن بحلب .
؟ ؟ ابن مهنا .
أحمد بن مهنا بن عيسى الأمير شهاب الدين أمير العرب بالشام من آل فضل يأتي ذكر أبيه مهنا وإخواته موسى وسليمان وفياض كل منهم في مكانه . ذكر لي أن مولده سنة أربع وثمانين وستمائة لم يكن في أولاد مهنا أدين منه ولا خيراً منه وهو شقيق سليمان وموسى . ذكر لي نائبه على سلميّة شخص يعرف بحميد قال : لّما جئنا في أيام الصالح إلى دمشق جاءه مرحلّ ونصحه وقال له : إنّ كتاب السلطان جاء إلى طقزتمر فيه أنّه يمسك أيّ من حضر من أولد مهنا ومتى دخلت دمشق أمسكوك فقلت له : يا أحمد لا تعبر دمشق وعد من هنا إلى بيوتك فقال : لا أروح والسلّطان حبسه ثلاثة ليالٍ والباقي بعد ذلك حبس الله . ولا أعصي الله ولا السلطان وإن أخذ خبزي أكلت من أملاكي وإن أخذ أملاكي بعت أباعري وخيلي وأكلت منها إلى أن أموت . قال : وهو لا يتداوى لمرض يكون به ولا يأكل من أحد شيئاً فيتّهمه ولو قيل له هذا طعام مسموم تناوله منه وقال بسم الله وأكله أو كما قال . قلت : وهذه عقيدة صحيحة سالمة ليس فيها شك . ولما ورد في آخر أيام الصالح سنة أيام الصالح سنة خمس وأربعين وسبعمائة في أحد شهري جمادى أمسكه الأمير سيف الدين طقزتمر واعتقله بقلعة دمشق فبقي فيها مدة ثم إنه نقل إلى قلعة صفد وأقام بها معتقلاً إلى أن توفي الملك الصالح إسماعيل وتولى أخوه الكامل طلب أحمد بن مهنا إلى مصر وأعطاه الكامل إمرة آل فضل ولم يزل فيها إلى أن تولى الإمرة سيف بن فضل وهو ابن عمه في أيام المظفّر حاجي فلما كان في آخر أيام المظفر أعيدت الإمرة إلى أحمد بن مهنا فتولاها بعدما طلب إلى مصر . ولم يزل أمير آل فضل إلى أن توفي C تعالى بمنزله كواتل في أوائل شهر رجب الفرد سنة تسع وأربعين وسبعمائة ونقل إلى مشهد الإمام علي بن طالب Bه عند رحبة مالك بن طوق ودفن هناك .
أحمد بن مهدي .
أحمد بن مهدي الهيتي .
أحمد بن مهدي الهيتي عارض بقصيدته التائية القصيدة التائيّة التي للسّوسي وأولها : .
الحمد لله ليس لي بخت ... ولا ثياب يضمّها تخت .
وقصيدة ابن مهدي ثمانمائة وأربعون بيتاً وأولها : .
لحا العاذل إذ بتّ ... على الفقر وأصبحت .
وما نلت الغنى حتى ... يقول الناس أفلست .
أبو جعفر العابد .
أحمد بن مهدي بن رستم أبو جعفر الأصبهاني العابد أحد حفاظ الحديث .
رحل وسمع أبا نعيم . أنفق على أهل العلم ثلاثمائة ألف درهم ولم يعرف له فراشاً أربعين سنة . وتوفي سنة اثنتين وسبعين ومائتين . قال : جاءتني امرأة ببغداذ ليلة من الليالي فذكرت أنها من بنات الناس وأنها امتحنت : واسألك بالله أن تسترني فقلت : وما محنتك ؟ فقالت : أكرهت على نفسي وأنا حبلى وذكرت للناس أنك زوجي فلا تفضحني استرني سترك الله . فنكبت عنها ومضت فلم أشعر حنى وضعت وجاء الإمام المحلة في جماعة من الجيران يهنّني بالولد فأظهرت لهم التهلل ووزنت في اليوم الثاني دينارين ودفعتها إلى الإمام وقلت أبلغ هذا إلى تلك المرأة للنفقة على المولود فإنّه سبق مني ما فرّق بيننا . وكنت أفعل ذلك كل شهر وأوصلهما إليها علي يد الإمام إلى أن أتى على ذلك سنتان ثم توفي الولد فجاءوني يعزونني فأظهرت لهم التسليم والرضى فجاءتني المرأة بعد شهر ومعها تلك الدنانير فردتها وقالت : سترك الله كما سترتني فقلت : هذه الدنانير صلة مني إلى المولود فافعلي فيها ما تريدين .
أحمد بن موسى .
الأشنهي الشافعي .
أحمد بن موسى بن حوشين أبو العباس الأشنهي . قدم بغداذ واستوطنها ودرس الفقه للشافعي على المتولّي وغيره وسمع من أبي جعفر النجاري وأبي الغنائم ابن أبي عثمان وغيرهما وحدث بكتاب تنبيه الغافلين . وكان زاهداً ورعاً فقيهاً مفتياً ؛ توفي سنة خمس عشرة وخمسمائة