وكان له من اعتقاب الحركات عليه في الوصل ورومها فيه عند الوقف ما قدمناه تحامل الطبع به وتساند إلى تلك التعلة فيه .
نعم وقد تجد في بعض الكلام ألتقاء الساكنين الصحيحين في الوقف وقبل الأول منهما حرف مد وذلك في لغة العجم نحو قولهم : آرد وما ست . وذلك أنه في لغتهم مشبه بدابة وشابة في لغتنا .
وعلى ما نحن عليه فلو أردت تمثيل أهرقت على لفظه لجاز فقلت : أهفلت . فإن أردت تمثيله على أصله لم يجز من قبل أنك تحتاج إلى أن تسكن فاء أفعلت وتوقع قبلها هاء أهرقت وهي ساكنة فيلزمك على هذا أن تجمع حشوا بين ساكنين صحيحين . وهذا على ما قدمناه وشرحناه فاسد غير مستقيم .
فاعرف مما ذكرناه حال الساكنين حشوا فإنه موضع مغفول عنه وإنما ( يسفر ويضح ) مع الاستقراء له والفحص عن حديثه .
ومن ذلك أنك لما حذفت حرف المضارعة من يضرب ونحوه وقعت الفاء ساكنة مبتدأة وهذا ما لا سبيل إلى النطق به فاحتجت إلى همزة الوصل تسببا إلى النطق به