@ 36 @ قال ادن منا فدنوت فقال أعد علي فأعدت فقال اتق الله ولا تحقرن من المعروف شيئا وأن تلقى أخاك بوجه منبسط وأن تفرغ من دلوك في إناء أخيك وإن أحد سبك بما يعلم منك فلا تسبه بما تعلم فيه فإن الله جاعل لك أجرا وعليه وزرا ولا تسبن شيئا مما خولك الله .
فوالذي نفسي بيده ما سببت بعده لا شاة ولا بعيرا $ المسألة السادسة $ .
في صحيح البخاري عن ابن عباس قال قدم عيينة بن حصن بن حذيفة فنزل على ابن أخيه الجد بن قيس وكان من النفر الذي يدنيهم عمر وكان القراء أصحاب مجالس عمر ومشاورته كهولا كانوا أو شبانا فقال عيينة لابن أخيه يابن أخي لك وجه عند هذا الأمير فاستأذن لي عليه قال سأستأذن لك .
قال ابن عباس فاستأذن الجد لعيينة فأذن له عمر فلما دخل قال هيه يا بن الخطاب فوالله ما تعطينا الجزل ولا تحكم فينا بالعدل فغضب عمر حتى هم أن يوقع به فقال له العفو يا أمير المؤمنين إن الله قال لنبيه ( ! < خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين > ! ) وإن هذا من الجاهلين والله ما جاوزها عمر حتى تلاها عليه وكان وقافا عند كتاب الله $ المسألة السابعة في تنقيح الأقوال $ .
أما العفو فإنه عام في متناولاته ويصح أن يراد به خذ ما خف وسهل مما تعطى فقد كان رسول الله يقبل من الصدقة التمرة والقبضة والحبة والدرهم والسمل ولا يلمز شيئا من ذلك ولا يعيبه ولقد كان يسقط من الحقوق ما يقبل الإسقاط حتى قالت عائشة في الصحيح ما انتقم رسول الله لنفسه قط