@ 51 @ القيظ وطيب الثمار وبرد الظلال فاستولى على الناس الكسل وغلبهم على الميل إليها الأمل فتقاعدوا عنه وتثاقلوا عليه فوبخهم الله على ذلك بقوله هذا وعاب عليهم الإيثار للدنيا على ثواب الآخرة $ المسألة الرابعة قوله ( ! < اثاقلتم > ! ) $ .
قال المفسرون معناه تثاقلتم وهذا توبيخ على ترك الجهاد وعتاب في التقاعد عن المبادرة إلى الخروج .
ونحو قوله ( ! < ما لكم إذا قيل لكم انفروا في سبيل الله > ! ) هو قوله ( ! < ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة > ! ) المعنى لا تقبلوا على الأموال إيثارا لها على الأعمال الصالحة ولا تركنوا إلى التجارة الحاضرة تقديما لها على التجارة الرابحة التي تنجيكم من العذاب الأليم حسبما تقدم بيانه في سورة البقرة $ المسألة الخامسة قوله تعالى ( ! < أرضيتم بالحياة الدنيا من الآخرة > ! ) $ .
يعني بدلا من الآخرة ويرد ذلك في كلام العرب نثرا ونظما قال الشاعر .
( فليت لنا من ماء زمزم شربة % مبردة باتت على الطهيان ) .
أراد ليت لنا بدلا من ماء زمزم والطهيان عود ينصب في ساحة الدار للهواء ويعلق عليه إناء ليلا حتى يبرد .
عاتبهم في إيثار الراحة في الدنيا على الراحة في الآخرة إذ لا تنال راحة الآخرة إلا بنصب الدنيا قال النبي لعائشة رضي الله عنها وقد طافت راكبة أجرك على قدر نصبك وهذا لا يصدر إلا عن قلب موقن بالبعث