@ 577 @ .
فكل من دلكت عليه الشمس مخاطب بالصلاة وكذلك كل من قرأ القرآن مخاطب بالاستعاذة وكذلك كل من خاف يقيم الصلاة بتلك الصفة .
ومن هذا القبيل قوله ( ! < خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها > ! ) فإنه الآمر بها والداعي إليها وهم المعطون لها وعلى هذا المعنى جاء قوله ( ! < يا أيها النبي اتق الله > ! ) و ( ! < يا أيها النبي إذا طلقتم النساء فطلقوهن لعدتهن > ! ) .
وقد قيل له ( ! < فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك فاسأل الذين يقرؤون الكتاب من قبلك > ! ) وما كان ليشك ولكن المراد من شك من الناس ممن كان معه في وقته $ المسألة الثانية قوله ( ! < تطهرهم وتزكيهم بها وصل عليهم > ! ) $ .
الأصل في فعل كل إمام يأخذ الصدقة أن يدعو للمتصدق بالبركة ثبت في الصحيح عن ابن أبي أوفى أن النبي كان إذا أتاه رجل بصدقته قال اللهم صل على آل فلان فجاءه بن أبي أوفى بصدقته فأخذها منه ثم قال اللهم صل على آل أبي أوفى .
وأما قوله ( ! < تطهرهم وتزكيهم بها > ! ) فإنه من صفة الصدقة وكذلك قوله تزكيهم يعني أن الصدقة تكون سببا في طهارتهم وتنميتهم .
وأهل الصناعة يرون أن يكون ذلك خطابا للنبي حتى بالغوا فقالوا إنه يجوز أن يقرأ تطهرهم بجزم الراء ليكون جواب الأمر والذي نراه أن كونه صفة أبلغ في نعت الصدقة وأقطع لشغب المخالف وأبعد من المجاز بمنزلة $ المسألة الثالثة قوله ( ! < إن صلاتك سكن لهم > ! ) $ .
يعني دعاءك وقد تكون الصلاة بمعنى الدعاء في الأظهر من معانيها قال الأعشى