@ 612 @ فاختلفوا في القراءة في سورة الفرقان فاحتمل عمر هشاما إلى رسول اللهِِ حملا حتى قرأ كل واحد منهما ما قرأ بخلاف قراءة صاحبه فصوب النبي الكل وأنبأهم أنه ليس باختلاف إذ الكل من عند الله بأمره نزل وبفضله توسع في حروفه حتى جعلها سبعة فاختار عثمان والصحابة من تلك الحروف ما رأوه ظاهرا مشهورا متفقا عليه مذكورا وجمعوه في مصاحف وجعلت أمهات في البلدان ترجع إليها بنات الخلاف $ المسألة السابعة $ .
فأما حال عبد الله بن مسعود وإنكاره على زيد أن يتولى كتب المصاحف وهو أقدم قراءة قلنا يا معشر الطالبين للعلم ما نقم قط على عثمان شيء إلا خرج منه كالشهاب وأنبأ أنه أتاه بعلم وقد بينا ذلك في كتاب المقسط وعند قول ابن مسعود ما قال وبلغ عثمان .
قال عثمان من يعذرني من ابن مسعود يدعو الناس إلى الخلاف والشبهة ويغضب علي أن لم أوله نسخ القرآن وقدمت زيدا عليه فهلا غضب على أبي بكر وعمر حين قدما زيدا لكتابته وتركاه إنما اتبعت أنا أمرهما فما بقي أحد من الصحابة إلا حسن قول عثمان وعاب ابن مسعود .
وهذا بين جدا وقد أبى الله أن يبقي لابن مسعود في ذلك أثرا على أنه قد روي عنه أنه رجع عن ذلك وراجع أصحابه في الإتباع لمصحف عثمان والقراءة به $ المسألة الثامنة $ .
فأما سبب اختلاف القراء بعد ربط الأمر بالثبات وضبط القرآن بالتقييد .
قلنا إنما كان ذلك للتوسعة التي أذن الله فيها ورحم بها من قراءة القرآن على سبعة أحرف فأقرأ النبي بها وأخذ كل صاحب من أصحابه حرفا أو جملة منها وقد بيناه في تفسير الحديث تارة في جزء مفرد وتارة في شرح الصحيحين ولا شك في أن الاختلاف في القراءة كان أكثر مما في ألسنة الناس اليوم ولكن الصحابة ضبطت الأمر إلى حد يقيد مكتوبا وخرج ما بعده عن أن يكون معلوما