@ 64 @ $ المسألة الثانية في تصحيح هذه الأقوال $ .
أما قول أبي رزين فلم يرد من طريق صحيحة وإنما الصحيح ما روي عن عائشة مطلقاً من غير تسمية على ما يأتي بيانه إن شاء الله تعالى .
وروي في الصحيح أن سودة لما كبرت قالت يا رسول الله اجعل يومي منك لعائشة فكان يقسم لعائشة يومين يومها ويوم سودة .
وأما قول الحسن فليس بصحيح ولا حسن من وجهين .
أحدهما أن امتناع خطبة من يخطبها رسول الله ليس له ذكر ولا دليل في شيء من معاني الآية ولا ألفاظها $ المسألة الثالثة قوله ( ! < ترجي من تشاء منهن وتؤوي إليك من تشاء > ! ) $ .
يعني تؤخر وتضم ويقال أرجأته إذا أخرته وآويت فلاناً إذا ضممته وجعلته في ذراك وفي جملتك فقيل فيه أقوال ستة .
الأول تطلق من شئت وتمسك من شئت قاله ابن عباس الثاني تترك من شئت وتنكح من شئت قاله قتادة .
الثالث ما تقدم من قول أبي رزين العقيلي .
الرابع تقسم لمن شئت وتترك قسم من شئت .
الخامس ما في الصحيح عن عائشة قالت كنت أغار من اللائي وهبن أنفسهن لرسول الله وأقول أتهب المرأة نفسها فلما أنزل الله ( ! < ترجي من تشاء منهن وتؤوي إليك من تشاء > ! ) .
قلت ما أرى ربك إلا يسارع في هواك .
السادس ثبت في الصحيح أيضاً عن عائشة أن رسول الله كان يستأذن في يوم المرأة منا بعد أن نزلت هذه الآية ( ! < ترجي من تشاء منهن وتؤوي إليك من تشاء ومن ابتغيت ممن عزلت فلا جناح عليك > ! ) فقيل لها ما كنت تقولين قالت كنت أقول إن كان الأمر إلي فإني لا أريد يا رسول الله أن أوثر عليك أحداً