@ 27 @ .
قالوا ومنها قوله .
( هل أنتِ إلا إصبعٌ دميت % وفي سبيل الله ما لقيت ) .
وألزمونا أنّ هذا شعر موزون من بحر السريع .
قلنا إنما يكون هذا شعراً موزوناً إذا كسرت التاء من دميت ولقيت فإن سكنت لم يكن شعراً بحال لأن هاتين الكلمتين على هذه الصفة تكون فعول ولا مدخل لفعول في بحر السريع ولعل النبي قالها ساكنة التاء أو متحركة التاء من غير إشباع .
قالوا ومنها قوله ( الله مولانا ولا مولى لكم ) فادَّعوا أنه على وزن مشطور الرجز .
قلنا إنما يكون شعراً إذا تكلّم به المتكلم موصولاً فإن وقف على قوله الله مولانا أو وصل وحرك الميم من قوله لكم لم يكن شعراً وقد نقله ووصله بكلام .
ومنها قوله الولد للفراش وللعاهر الحجر وهذا فاسد لا يكون شعراً إلا بعد تفسير ما قاله النبي فتسكن اللام من قولك الولد وهذا لا يقوله أحد .
وقد أجاب عن ذلك علماؤنا بأنّ ما يجري على اللسان من موزون الكلام لا يُعَدُّ شعراً وإنما يُعدُّ منه ما يجري على وزن الشعر ومع القصد إليه فقد يقول قائل حدثنا شيخ لنا وينادي يا صاحب الكساء ولا يعدُّ هذا شعراً .
وقد كان رجلٌ ينادي في مرضه وهو من عرض العامة العقلاء اذهبوا بي إلى الطبيب وقولوا قد اكتوى وبهذا وسواه يتبيَّن صحةُ الآية معنى وبطلان ما موَّهوا به قطعاً $ المسألة الخامسة $ .
روى ابن القاسم عن مالك أنه سئل عن إنشاد الشعر قال لا تكثر منه فمن عيبه أن الله يقول ( ! < وما علمناه الشعر وما ينبغي له > ! ) قال ولقد بلغني أنَّ عمر بن