@ 93 @ آخر في معرض المدح فاحتمل أن يكون أحدُهما رافعاً للآخر واحتمل أن يكون ذلك راجعاً إلى حالتين .
إحداهما أن يكون الباغي معلنا بالفجور وقحاً في الجمهور مؤذياً للصغير والكبير فيكون الانتقام منه أفضل وفي مثله قال إبراهيم النخعي يكره للمؤمنين أن يذلُّوا أنفسهم فيجترئ عليهم الفسّاق .
الثاني أن تكون الفلتة أو يقع ذلك ممن يعترف بالزلة ويسأل المغفرة فالعفو ها هنا أفضل وفي مثله نزلت ( ! < وأن تعفوا أقرب للتقوى > ! ) البقرة 237 وقوله تعالى ( ! < فمن تصدق به فهو كفارة له > ! ) المائدة 45 وقوله ( ! < وليعفوا وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم > ! ) النور 22 $ المسألة الثانية $ .
قال السدِّي إنما مدح الله من انتصر ممن بغى عليه من غير اعتداء بالزيادة على مقدار ما فعل به يعني كما كانت العرب تفعله ويدلّ عليه قوله تعالى ( ! < وجزاء سيئة سيئة مثلها فمن عفا وأصلح فأجره على الله > ! ) الشورى 4 فبين في آخر الآية المراد منها وهو أمر محتمل والأول أظهر وهي الآية السادسة $ الآية السابعة $ .
قوله تعالى ( ! < إنما السبيل على الذين يظلمون الناس ويبغون في الأرض بغير الحق أولئك لهم عذاب أليم > ! ) الآية 42 .
فيها مسألتان $ المسألة الأولى $ .
هذه الآية في مقابلة الآية المتقدمة في براءة وهي قوله ( ! < ما على المحسنين من سبيل > ! ) الشورى 91 فكما نفى الله السبيل عمّن أحسن فكذلك أثبتها على من ظلم واستوفى بيان القسمين