@ 11 @ $ المسألة الثالثة قوله تعالى ( ! < وتقولوا سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين > ! ) $ .
أي مطيقين تقول قرنت كذا وكذا إذا ربطته به وجعلته قرينه وأقرنت كذا بكذا إذا أطقته وحكمته كأنه جعله في قرن وهو الحبل فأوثقه به وشده فيه فعلّمنا الله تعالى ما نقول إذا ركبنا الدواب وعلّمنا الله في آية أخرى على لسان نوح عليه السلام ما نقول إذا ركبنا السفن وهو قوله تعالى ( ! < وقال اركبوا فيها بسم الله مجراها ومرساها إن ربي لغفور رحيم > ! ) هود 41 .
وروي أن أعرابياً ركب قعوداً له وقال إني لمقرن له فركضت به القعود حتى صرعته فاندقَّت عنقه وما ينبغي لعبد أن يدع قول هذا وليس بواجب ذكره باللسان وإنما الواجب اعتقاده بالقلب أما أنه يستحب له ذكره باللسان فيقول متى ركب وخاصة باللسان إذا تذكر في السفر ( ! < سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين وإنا إلى ربنا لمنقلبون > ! ) الزخرف 14 اللهم أنت الصاحب في السفر والخليفة في الأهل والمال اللهم إني أعوذ بك من وعثاء السفر وكآبة المنقلب والحور بعد الكور وسوء المنظر في الأهل والمال يعني بالحور والكور تشتت أمر الرجل بعد اجتماعه .
وقال عمرو بن دينار ركبت مع أبي جعفر إلى ارض له نحو حائط يقال لها مدركة فركب على جمل صعب فقلت له أبا جعفر أما تخاف أن يصرعك فقال إن رسول الله قال على سنام كلِّ بعير شيطان فإذا ركبتموها فاذكروا اسم الله كما أمركم ثم امتهنوها لأنفسكم فإنما يحمل الله .
وقال عليّ بن ربيعة شهدت عليّ بن أبي طالب ركب دابةً يوماً فلما وضع رجله في الركاب قال بسم الله فلما استوى على الدابة قال الحمد لله ثم قال سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين وإنا إلى ربنا لمنقلبون ثم قال الحمد لله والله أكبر ثلاثاً اللهم لا إله إلا أنت ظلمت نفسي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب