@ 146 @ فقال أبو بكر لعمر ما أردت إلا خلافي قال ما أردت ذلك فارتفعت أصواتهما في ذلك فأنزل الله تعالى ( ! < يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي > ! ) الآية قال ابن الزبير فما كان عمر يسمع رسول الله بعد هذه الآية حتى يستفهمه $ المسألة الثانية $ .
حرمة النبي ميتاً كحرمته حياً وكلامه المأثور بعد موته في الرِّفعة مثل كلامه المسموع من لفظه فإذا قرئ كلامه وجب على كلّ حاضر ألا يرفع صوته عليه ولا يعرض عنه كما كان يلزمه ذلك في مجلسه عند تلفُّظه به وقد نبَّه الله تعالى على دوام الحرمة المذكورة على مرور الأزمنة بقوله تعالى ( ! < وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا > ! ) الأعراف 24 وكلام النبي من الوحي وله من الحرمة مثل ما للقرآن إلا معاني مستثناة بيانها في كتب الفقه والله أعلم $ الآية الثالثة $ .
قوله تعالى ( ! < يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين > ! ) الآية 6 .
فيها خمس مسائل $ المسألة الأولى في سبب نزولها $ .
روي أنَّ النبي بعث الوليد بن عقبة مصدِّقا إلى بني المصطلق فلما أبصروه أقبلوا نحوه فهابهم ورجع إلى النبي فأخبره أنهما ارتدُّوا عن الإسلام فبعث خالد بن الوليد وأمره أن يتثبَّت ولا يعجل فانطلق خالد حتى أتاهم ليلاً فبعث عيونه فلما جاؤوا أخبروا خالداً أنهم متمسكون بالإسلام وسمعوا أذانهم وصلاتم فلما أتاهم خالد ورأى صحة ما ذكروه عاد إلى النبي فأخبره ونزلت هذه