@ 2 @ .
والصحيح أن الجميع مرادٌ بذلك لأن الأمر محتمل له والتفسح واجب فيه $ المسألة الثانية قوله ( ! < انشزوا فانشزوا > ! ) $ .
فيه أربعة أقوال .
أحدها أنهم كانوا إذاجلسوا مع النبي في مجلسه أطالوا يرغب كل واحد منهم أن يكون آخر عهده بالنبي فأمرهم الله أن يرتفعوا .
الثاني أنه الأمر بالارتفاع إلى القتال قاله الحسن .
الثالث أنه موضع الصلاة قاله مقاتل بن حيان .
الرابع أنه الخير كله قاله قتادة وهو الصحيح كما بيناه $ المسألة الثالثة $ .
الفسحة كل فراغ بين ملأين والنَّشز ما ارتفع من الأرض ذكر الأول بلفظه وحقيته وضرب المثل للثاني في الارتفاع فصار مجازاً في اللفظ حقيقة في المعنى $ المسألة الرابعة $ .
كيفية التفسح في المجالس مشكلة وتفاصيلها كثيرة .
الأول مجلس النبي يفسح فيه بالهجرة والعلم والسن .
الثاني مجلس الجمعيات يتقدم فيه بالبكور إلا ما يلي الإمام فإنه لذوي الأحلام والنُّهى .
الثالث مجلس الذكر يجلس فيه كلُّ أحد حيث انتهى به المجلس .
الرابع مجلس الحرب يتقدم فيه ذوو النجدة والمراس من الناس .
الخامس مجلس الرأي والمشاورة يتقدم فيه من له بصر بالشورى وهو داخل في مجلس الذكر وذلك كله يتضمنه قوله ( ! < يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات > ! ) فيرتفع المرء بإيمانه أولاً ثم بعلمه ثانياً .
وفي الصحيح أن عمر بن الخطاب كان يقدِّم عبد الله بن عباس على الصحابة