@ 27 @ .
الثاني أنه خطاب للنبي والمراد به أمته وغاير بين اللفظين من حاضر وغائب وذلك لغة فصيحة كما قال ( ! < حتى إذا كنتم في الفلك وجرين بهم بريح طيبة > ! ) يونس 22 تقديره يا أيها النبي قل لهم إذا طلقتم النساء فطلقوهن لعدتهن وهذا هو قولهم إن الخطاب له وحده لفظاً والمعنى له وللمؤمنين وإذا أراد الله الخطاب للمؤمنين لاطفه بقوله يا أيها النبي وإذا كان الخطاب باللفظ والمعنى جميعا له قال يا أيها الرسول .
وقيل المراد به نداء النبي تعظيماً ثم ابتدأ فقال ( ! < إذا طلقتم النساء > ! ) المائدة 9 فذكر المؤمنين على معنى تقدمتهم وتكرمتهم ثم افتتح فقال ( ! < إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام > ! ) الآية .
قال القاضي الصحيح أن معناها يا أيها النبي إذا طلقت أنت والمخبرون الذين أخبرتهم بذلك النساء فليكن طلاقهن كذا وساغ هذا لما كان النبي يقضي منبأ وهذا كثير في اللغة صحيح فيها $ المسألة الثالثة قوله تعالى ( ! < لعدتهن > ! ) $ .
يقتضي أنهن اللاتي دخل بهن من الأزواج لأن غير المدخول بهن خرجن بقوله ( ! < يا أيها الذين آمنوا إذا نكحتم المؤمنات ثم طلقتموهن من قبل أن تمسوهن فما لكم عليهن من عدة تعتدونها > ! ) الأحزاب 49 $ المسألة الرابعة قوله تعالى ( ! < لعدتهن > ! ) $ .
قيل المعنى في عدَّتهن واللام تأتي بمعنى في قال الله تعالى ( ! < يا ليتني قدمت لحياتي > ! ) الفجر 24 أي في حياتي وهذا فاسد حسبما بيناه في رسالة الملجئة وإنما المعنى فيه فطلقوهن لعدّتهن التي تعتبر واللام على أصلها كما تقول افعل كذا لكذا ويكون مقصود الطلاق والاعتداد مآله الذي ينتهي إليه وكذلك قوله تعالى ( ! < يا ليتني قدمت لحياتي > ! ) الفجر 24 يعني حياة القيامة التي هي الحياة الحقيقية الدائمة