@ 47 @ $ المسألة الثالثة $ .
روي أنَّ النبيَّ قال أنزلت علي آيات لم أر مثلهنّ فذكر السورتين الفلق والناس صحَّحه الترمذي .
وفي الصحيح واللفظ للبخاري أنَّ النبيَّ كان ينفث على نفسه في المرض الذي مات فيه بالمعوّذتين قالت عائشة فلما ثقل كنت أنفث عليه بهنّ وأمسح بيد نفسه لبركتها .
قلت للزهريّ كيف ينفث قال ينفث على يديه ويمسح بهما وجهه .
وقال ابن وهب قال مالك هما من القرآن وقد بينا ذلك في كتاب المشكلين .
قال الإمام القاضي ابن العربي رضي الله عنه قد أتينا على ما شرطنا في علوم القرآن حسب الإمكان على حال الزمان والله المستعان على عوارض لا تعارض ما بين معاش يراش ومساورة عدو أو هراش وسماع للحديث ليس له دفاع وطالب لابد من مساعدته في المطالب إلى همم لأهل هذه الأقطار قاصرة وأفهام متقاصرة وتقاعد عن الاطلاع إلى بقاء الاستبصار واقتناع بالقشر عن اللباب وإقصار واجتزاء بالنفاية عن النقاوة وزهد في طريق الحقائق بيد أنه لم يسعنا والحالة هذه إلا نشر ما جمعناه ونثر ما وعيناه والإمساك عما لا يليق بهم ولا تبلغه إحاطتهم .
وكمل القول الموجز في التوحيد والأحكام والناسخ والمنسوخ من عريض بيانه وطويل تبيانه وكثير برهانه وبقي القول في علم التذكير وهو بحرٌ ليس لمدِّه حد ومجموع لا يحصره العد وقد كنا أملينا عليكم في ثلاثين سنة ما لو قُيِّض له تحصيلٌ