@ 226 @ $ المسألة الثانية $ .
روي أن أبا بكر الصديق قال أيها الناس إنكم تقرؤون هذه الآية وتتأولونها على غير تأويلها ( ! < يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم > ! ) وإن الناس إذا رأوا الظالم فلم يأخذوا على يديه أوشك أن يعمهم الله سبحانه بعذاب من عنده .
وروى أبو أمية الشعباني قال أتيت أبا ثعلبة الخشني فقلت له كيف تصنع بهذه الآية فقال أية آية قلت قوله تعالى ( ! < يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم > ! ) فقال أما والله لقد سألت عنها خبيرا سألت عنها رسول الله فقال بل ائتمروا بالمعروف وتناهوا عن المنكر حتى إذا رأيت شحا مطاعا وهوى متبعا ودنيا مؤثرة وإعجاب كل ذي رأي برأيه فعليك بخاصة نفسك ودع أمر العامة فإن من ورائكم أياما الصبر فيهن مثل القبض على الجمر للعامل فيهن مثل أجر خمسين رجلا يعملون مثل عملكم الحديث إلى آخره $ المسألة الثالثة $ .
هذه الآية من أصول الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الذي هو أصل الدين وخلافة المسلمين وقد ذكر علماؤنا أبوابه ومسائله في أصول الدين وهي من فروعه وقد تقدم ذكرنا لها في آيات قبل هذا وذكرنا بعض شروطه وحققنا أن القيام به فرض على جميع الخلق وعرضت هذه الآية الموهمة في ابتداء الحال لمعارضتها لما تقدم أو لما يتأخر في كتاب الله تعالى من الآيات المؤكدة للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وعند سداد النظر وانتهائه إلى الغاية يتبين المطلوب