@ 26 @ وأما أدبهم فلأنهم يدخلون الشك على العامة في تعليق العلم بالغيب المستأنف ولا يدرون قدر الفرق بين هذا وغيره فتشوش عقائدهم في الدين وتتزلزل قواعدهم في اليقين فأدبوا حتى يسروا ذلك إذا عرفوه ولا يعلنوا به $ الآية الثانية $ .
قوله تعالى ( ! < وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره وإما ينسينك الشيطان فلا تقعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين > ! ) .
فيها مسألتان $ المسألة الأولى $ .
قال علماؤنا أمر الله سبحانه نبيه بالإعراض عن المشركين الذين يخوضون في آيات الله وفي ذلك نزلت .
والخوض هو المشي فيما لا يتحصل حقيقة من الخائض في الماء الذي لا يدري باطنه استعير من المحسوس للمعقول على ما لبهنا عليه في الأصول وحرم الله سبحانه المشاركة لهم في ذلك على رسوله بالمجالسة سواء تكلم معهم في ذلك أو كرهه .
وهذا دليل على أن مجالسة أهل المنكر لا تحل $ المسألة الثانية قوله تعالى ( ! < وإما ينسينك الشيطان فلا تقعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين > ! ) $ .
قال قوم هذا خطاب من الله سبحانه لنبيه والمراد بذلك الأمة وكأن القائلين بذلك ذهبوا إلى تنزيه النبي عن النسيان وهم كبار الرافضة قبحهم الله وإن عذرنا أصحابنا في قولهم إن قوله تعالى ( ! < لئن أشركت ليحبطن عملك > ! ) خطاب للأمة باسم النبي لاستحالة الإشراك عليه