ذكر تشبيه شيئين بشيئين .
( شيآن قد أشبها شيئين فيه لنا ... تبسم وعطا كالبرق في الديم ) .
هذا النوع أعني تشبيه شيئين بشيئين من المحاسن العزيزة الوقوع بخلاف كبيرة العدد في التشبيه فإن ذلك نوع اللف والنشر أحق به وهو في الاصطلاح أن يقابل الشاعر بين الأربعة ويلتزم أن كل واحد من المشبه يسد مسد المشبه به .
ومما حكي عن بشار بن برد أنه قال ما زلت منذ سمعت قول امرئ القيس في وصف العقاب .
( كأن قلوب الطير رطبا ويابسا ... لدى وكرها العناب والحشف البالي ) .
لا يأخذني الهجوع حسدا له إلى أن قلت في وصف الحرب .
( كأن مثار النقع فوق رؤوسنا ... وأسيافنا ليل تهاوت كواكبه ) .
ومما يعجبني في هذا الباب إلى الغاية قول إبراهيم بن سهل الإشبيلي .
( كأن القلب والسلوان ذهن ... يحوم عليه معنى مستحيل ) .
ومن الغايات التي لا تدرك في هذا الباب وأنا أستغفر الله قولي من قصيدة .
( وحمرة الخد أبدت خيط عارضه ... فخلت كأس مدام وهو مشعور )