( تظاهر في الدنيا بأشرف ظاهر ... فلم نر أنقى منه غير ضميره ) .
( كفاني فخرا أن أسمى بعبده ... وحسبي هديا أن أسير بنوره ) .
( فأي أمير ليس يشرف قدره ... إذا ما دعاه صادقا بأميره ) .
وإنني في السؤال بكتبه أن يوصلها ليوصل بها لدي تهاني تملأ يدي ويودع بها عندي مسرة تقدح في الشكر زندي .
( عهدتك ذا عهد هو الورد نضرة ... وما هو مثل الورد في قصر العهد ) .
وأنا أترقب كتابه ارتقاب الهلال لتفطر عين عن الكرى صائمة وترد نفس عن موارد الماء حائمة .
بل ربما كان كل المكاتبة أو جلها شعرا وقد يكون صدر المكاتبة شعرا وذيلها نثرا وبالعكس وقد يكون طرفاها نثرا وأوسطها شعرا وعكس ذلك بحسب ما يقتضيه الترتيب ويسوق إليه التركيب وربما اكتفي بالبيت الواحد من الشعر في الدلالة على المقصد وبلوغ الغرض في المكاتبة كما كتب بعض ملوك الغرب إلى من كرر كتبه ورسله إليه بقول المتنبي .
( ولا كتب إلا المشرفية عنده ... ولا رسل إلا الخميس العرمرم ) .
إلى غير ذلك من المكاتبات المتضمنة للأشعار أما مكاتبات الملوك الآن فقل أن تستعمل فيها الأشعار أو يستشهد فيها بالمنظوم والمنثور وقد تجيء التلقيحات بأبيات الشعر في غير المكاتبات من الرسائل الموضوعة لرياضة الذهن وتنقيح الفكر كالرسائل الموضوعة في صيد ملك أو فتح بلد أو نحو ذلك وقد أودعت المقامة التي أنشأتها في كتابة الإنشاء جملة من الأبيات الشعرية أوردتها مورد الاستشهاد على ما يقتضيه المقام ويسوق إليه سياق الكلام على ما سلف ذكره عند الكلام على فضل الكتابة فيما تقدم وعند