المعنى السديد بلفظ شريف يدل على المقصود من غير زيادة وجمع المعاني في الكثرة عبارة وجيزة وهذا لا يعد القراءة كثرة .
فمن ذلك أنه أخبر عن قصص الأولين وعن إهلاكهم في شطر آية وهو قوله تعالى فمنهم من أرسلنا عليه حاصبا ومنهم من أخذته الصيحة ومنهم من خسفنا به الأرض الآية وكذلك أخبر عن سفينة نوح واجرائها على الماء واهلاك الكفرة واستقرار السفينة وتسخير الأرض والسماء بالأمر في ألفاظ وجيزة وهو قوله تعالى وقال اركبوا فيها بسم الله مجراها ومرساها إلى آخر الآية وأخبر عن الموت وحسرت في الدار الآخرة وثوابها وعقابها وأنها دار غرور وأنها قليلة بالإضافة إلى دار البقاء في ألفاظ معدودة وقوله تعالى كل نفس ذائقة الموت إلى آخرها وأمثال هذا كثيرة .
والوجه الثاني من البلاغة أنه ذكر القصص واستوفاها بأجزل عبارة وأفصحها والبلغاء أنما يحسن كلامهم في التثبيت فإذا شرعوا في حكاية الأحوال تركوا الجزالة له وإن أرادوا الجزالة لم يذكروا مقصودهم من المعنى إلا بتطويل وزيادة على القدر المحتاج إليه فظهر به الفصاحة .
والوجه الثالث من الإعجاز أن القرآن تضمن الأخبار عن القصص