وما ذكر اهل الكلام في مسألة الرؤية من نفي جهة ومقابلة واتصال شعاع وقرب وبعد وما يتصل بهذا فليس في ذلك كله نص من الشارع ولم يتفوه به أحد من سلف الأمة وأئمتها وإنما أحدثه المتكلمون المتخبطون في براهين الفلاسفة فمن طواه على غره فقد أحسن واتبع ومن خاض فيه بعقله الناقص فقد أبعد وابتدع .
قال الشيخ ولي الله الدهلوي وهو مرئي للمؤمنين في يوم القيامة لوجهين .
أحدهما أن ينكشف عليهم انكشافا تاما بليغا أكثر من التصديق به عقلا فكأنه الرؤية بالبصر إلا أنه من غير موازنة ومقابلة وجهة ولون وشكل وهذا الوجه قال به المعتزلة وهو حق وإنما خطئوهم في تأويلهم الرؤية بهذا المعنى أو حصرهم الرؤية في هذا المعنى .
وثانيهما أن يتمثل لهم بصور كثيرة كما أخبر به النبي حيث قال رأيت ربي في أحسن صورة فيرون هنالك ما يرون في الدنيا مناما .
وهذان الوجهان نفهمهما ونعتقدهما وإن كان الله ورسوله أراد بالرؤيا