قالوا بخلاف مذهبك في أن الله في كل مكان وهذا باب طويل والآثار فيه كثيرة ولكن يكفي العاقل ما ذكرنا من ذلك .
القول في كلام الله .
ثم رأيناك أيها المعارض بعدما فرغت من إظهار حجج الجهمية من كلام بشر المريسي ونظرائه تقلدت كلام ابن الثلجي الذي كان يستتر به من التجهم بعدما لم تدع للجهمية من كبير حجة إلا قمت بها وأظهرتها وزينتها في أعين الجهال ودعوتهم إليها وبعدما صرحت بأن القرآن مخلوق في مواضع كثيرة من كتابك هذا ومن قال غير مخلوق فهو عندك كافر وأن الله في كل مكان بزعمك .
ثم أنشأت طاعنا على من يزعم أنه غير مخلوق فسطرت فيه الأساطير وأكثرت من المناكير وغلطت في كثير فادعيت أن قول الناس في القرآن إنه مخلوق غير مخلوق بدعة إذ لم يكن يخاض فيه على عهد رسول الله وأصحابه فإنهم كانوا يكرهون الخوض في القرآن فحكمت أيها المعارض على نفسك بالبدعة وشهدت بها على