مثال لحسن الابتداء قوله الدراهي الجنة أي فمراد المصنف بدار السلام الجنة من حيث هي لأنها كلها تسمى دار سلام من حيث المعنى الذي قاله الشارح و ليس المراد خصوص دار السلام التي هي إحدى الجنان السبع بها الحديث قوله كما هو ظاهر المصنف قد يقال ظاهر المصنف أن النداء بعد الموت المؤمنة و أما الكافرة فمقتضاه أنها لا تخرج أصلا لأنها لا تنادى بذلك فمن أجل ذلك يعسر خروجها و إخراجها من البدن كإخراج الماء الممتزج بالعود الأخضر فلذلك ورد أنه يرى أن السموات السبع انطبقت عليه فوق الأرض عند كل جذبة و أما المؤمن الطائع فيسهل عليه خروجها لسماع النداء فتشتاق و لذلك قال شيخنا المصنف في اخر صلواته و تول قبض أرواحنا عند الأجل بيدك مع شدة الشوق إلى لقائك يا رحمن قوله و عن ابن عمر هذا الحديث مما يؤيد أن المنادى لها الملك قوله أرسل الله إليه ملكا بتفاحة صوابه ملكين بتحفة كما في الخازن و نصه قال عبد الله بن عمر إذا توفى العبد المؤمن أرسل الله عز وجل إليه ملكين و أرسل إليه بتحفة من الجنة فيقول اخرجي أيتها النفس المطمئنة اخرجي إلى روح و ريحان و ربك عليك راض فتخرج كأطيب ريح مسك وجد أحد في أنفه و الملائكة على أرجاء السماء يقولون قد جاء من الأرض ريح طيبة و نسمة طيبة فلا تمر بباب إلا فتح لها و لا بملك عليها حتى يؤتى بها الرحمن جل جلاله فتسجل له ثم يقال لميكائيل أذهب بهذه النفس فإجعلها مع أنفس المؤمنين ثم يؤمر فيوسع عليه قبره سبعون ذراعا عرضه و سبعون ذراعا طوله و ينبذ له في الروح و الريحان فإن كان معه شيء من القران كفاه نوره و إن لم يكن جعل له فيه نور مثل نور الشمس في قبره و يكون مثله مثل العروس ينام فلا يوقظه إلا أحب أهله إليه و إذا توفى الكافر أرسل الله ملكين و أرسل إليه قطعة اخرجي إلى جهنم و عذاب