ـ(151)ـ P المقدمة: قال سبحانه وتعالى: ?إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ?(1). الأُمة الإسلاميّة أمة واحدة، وإن تعددت فيها المذاهب، تجتمع حول عقيدة واحدة، ومنهج واحد، وسلوك واحد، ومصالح واحدة، ومصير واحد. والمذاهب الإسلاميّة ما هي إلاّ مظهر من مظاهر الاجتهاد في الفروع والجزئيات، فهي تلتقي في الأفق الواسع الذي يجمعها في محاور مشتركة، ومن هذه المحاور القرآن الكريم الذي يجمعها على دين واحدة، ونظم وعادات مشتركة، وقد اتّفق المسلمين جميعاً على أن القرآن الكريم هو الكتاب المنزّل من الله تعالى على رسوله صلى الله عليه وآله لم يطرأ عليه أي تغيير أو تبديل، محفوظ بحفظ الله تعالى، وانّ ما نسمعه أو نقرؤه من شبهات التحريف ما هو إلاّ آراء شاذّة تبنّاها آحاد من الأُمة من الشيعة والسنة، لم تلق قبولاً من قطاع الأُمة الواسع على مرّ التاريخ، وبقيت هذه الشبهات في حدود الآراء ________________________________ 1ـ سورة الأنبياء: 92.