الباب الثامن زهده فيما جاء على لسانه عن طريق أهل السنّة: 232 ـ إبراهيم البلخي، عمّن أخبره من أهل العلم، قال: قيل لعيسى بن مريم: كيف أصبحت يا روح الله؟ قال: «أصبحت وربّي من فوقي، والنار أمامي، والموت في طلبي، لا أملك ما أرجو، ولا أطيق دفع ما أكره، فأيّ فقير أفقر منّي»؟![309] 233 ـ إسماعيل بن أبي خالد، قال: حدّثني رجل قبل الجماجم من أهل المساجد، قال: أُخبرت أنّ عيسى بن مريم (عليه السلام) كان يقول: «اللهمّ، أصبحت لا أملك لنفسي ما أرجو، ولا أستطيع عنها دفع ما أكره، وأصبح الخير بيد غيري، وأصبحت مرتهناً بما كسبت، فلا فقير أفقر منّي، فلا تجعل مصيبتي في ديني، ولا تجعل الدنيا أكبر همّي، ولا تسلّط عليّ من لا يرحمني».[310] 234 ـ المعتمر بن سليمان التيمي، قال: خرج عيسى على أصحابه، وعليه جبّة من صوف وكساء وتبّان[311] حافياً باكياً أشعث، مصفرّ اللون من الجوع، يابس الشفتين من