الفصل الثاني اختلافهم وتفرّقهم عن طريق أهل السنّة: 135 ـ كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف بن زيد، عن أبيه، عن جدّه، قال: كنّا قعوداً حول رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في مسجده، فقال: لتسلكنّ سنن من قبلكم حذو النعل بالنعل، ولتأخذنّ مثل أخذهم إن شبراً فشبر، وإن ذراعاً فذراع، وإن باعاً فباع، حتّى لو دخلوا جحر ضبٍّ دخلتم فيه. ألا إنّ بني اسرائيل افترقت على موسى على إحدى وسبعين فرقة، كلّها ضالّة إلاّ فرقة واحدة: الإسلام وجماعتهم، وإنّها افترقت على عيسى بن مريم على إحدى وسبعين فرقة، كلّها ضالّة إلاّ فرقة واحدة: الإسلام وجماعتهم. ثمّ إنّهم يكونون على اثنتين وسبعين فرقة، كلّها ضالّة إلاّ فرقة واحدة: الإسلام وجماعتهم.[185] 136 ـ عبد الله بن عمر، عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، قال: «سألت اليهود عن موسى، فأكثروا فيه وزادوا ونقصوا حتّى كفروا، وسألت النصارى عن عيسى فأكثروا فيه وزادوا ونقصوا حتّى كفروا به، وإنّه ستفشو عنّي أحاديث، فما أتاكم من حديثي فاقرأوا كتاب الله فاعتبروه، فما وافق كتاب الله فأنا قلته، وما لم يوافق كتاب الله فلم أقله».[186] 137 ـ أنس بن مالك، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): «تفرّقت أُمّة موسى على إحدى وسبعين ملّة، سبعون منها في النار، وواحدة في الجنّة. وتفرّقت أُمّة عيسى على اثنتين وسبعين ملّة، إحدى وسبعون منها في النار، وواحدة في الجنّة». فقال