لماذا امتلكت هي دون غيرها هذه الثروة الأكبر؟ تجيب الماركسية على هذا بأمرين: الأول: إن المجتمع الشيوعي كان فيه ولا ريب رؤساء وقادة حربيين ورجال دين وقد استغل هؤلاء مراكزهم للحصول على الثروة وتكوين ملكيات خاصة وحياة ارستقراطية تجر الآخرين إلى تبعيتها([51]). الثاني: إن جماعة حولت أسرى الحرب إلى عبيد تربح بسببهم النتاج الفائض عن احتياجاتهم مما جعلها تثرى وتستعبد حتى أعضاء قبيلتها المدينين لها. المفارقة والخطأ الماركسي: إذا لاحظنا الجواب الماضي رأينا أن الماركسية ـ في الأمر الأول ـ تعطي العامل السياسي دوراً أساسياً في إنشاء المجتمع العبودي ووضعه الاقتصادي والطبقي وهو يخالف ما دأبت على ترديده من أن العامل الاقتصادي هو المطور للتاريخ كما أنها في الأمر الثاني لم تفسر لماذا استطاع بعض أفراد المجتمع دون غيرهم أن يحولوا أسرى الحرب إلى عبيد؟ إنها لا تمتلك لذلك جواباً لأن السر يكمن في الاستعدادات الإنسانية والكفاءات الجسمية والمعنوية وهي أمور لا ترتبط بنوعية الوضع الاقتصادي. وعلى أي حال فالماركسية ترى أن المجتمع العبودي تحول بعد ذلك إلى المجتمع الإقطاعي. عامل نشوء المجتمع الإقطاعي: وهي ترى أن المجتمع الإقطاعي نشأ نتيجة لتناقضات المجتمع العبودي فقد أصبحت علاقات العبودية ـ بعد مدة طويلة ـ تمنع من نمو الإنتاج بعد أن كانت أول الأمر تساعده عليه ـ وكان منعها من النمو من ناحيتين: الأولى: إن ظلم السادة أدى إلى موت الكثير من العبيد وهم القوة المنتجة. الثانية: إن علاقات العبودية حولت الكثير من أحرار القبيلة إلى عبيد فلم يستطع المجتمع أن