@ 16 @ $ عود عبد الله بن الشيخ إلى فاس واستيلاؤه عليها ومقتل مصطفى باشا رحمه الله $ .
لما دخل السلطان زيدان حضرة فاس واستولى عليها أقام بها إلى أن دخلت سنة ثمان عشرة وألف فاتصل به خبر قيام بعض الثوار عليه بناحية مراكش فنهض إليها مزعجا واستخلف على فاس مولاه مصطفى باشا ولما اتصل خبر نهوضه بعبد الله بن الشيخ وهو بدار ابن مشعل زحف إلى فاس فيمن انضم إليه فبرز إليه مصطفى باشا وضرب محلته بظاهر فاس من ناحية باب الفتوح قال في المرآة وعرض لأبي الحسن علي بن يوسف الأندلسي المعروف بالبيطار غرض من أمور العامة كان يتردد فيه إلى المحلة فركب إليها يوم الاثنين السابع عشر من ربيع الثاني سنة ثمان عشرة وألف فالتقى الجمعان يومئذ بين الظهرين فأجلت الحرب عن مقتل مصطفى باشا وفقد أبو الحسن ابن البيطار وقال في النزهة لما رحل زيدان إلى مراكش بسبب ما بلغه من قيام بعض الثوار عليه هنالك قدم عبد الله بن الشيخ وعمه أبو فارس إلى فاس فخرج مصطفى باشا لمقاتلتهما فعثر به فرسه وقتل وأخذت محلته بأسرها وهلك ما لا يحصى من الناس ووقع النهب حتى انتهب من البقر التي تحلب نحو ستة آلاف ودخل عبد الله بن الشيخ فاسا مع عمه أبي فارس وذلك سابع عشر ربيع الثاني سنة ثمان عشرة وألف