@ 44 @ .
وارتحلوا إلى مكناسة وانقلبت إلى السلطان فوجدته قد أصابته حمى أقام لها بقصبة تادلا وكان الطبيب أبو العباس أحمد آدراق يعالجه ولا يدخل عليه إلا أنا وهو وصاحب طعامه الحاج عبد الله إلى أن عوفي فوصل الطبيب بألف دينار ثم سافر إلى مكناسة وبوصوله إليها قبض على بلقاسم الزموري ونكبه واستصفى أمواله وولي على زمور وبني حكم ولد محمد واعزيز قال الصياني ومن ذلك الوقت رفع السلطان منزلتي على أقراني وصار يقدمني في المهمات .
ثم دخلت سنة سبع وثمانين ومائة وألف فيها انعقدت الشروط بين السلطان وبين البرتغال وهي اثنان وعشرون شرطا مضمنها الصلح والأمان كالشروط المتقدمة $ ذكر ما آل إليه أمر اليكشارية الذين استخدمهم السلطان من قبائل الحوز $ .
لما جمع السلطان سيدي محمد بن عبد الله رحمه الله هذا الصنف من رماة الجند وسماهم اليكشارية كالذين من قبلهم وكان جمعهم على يد القائد عبد النبي المنبهي حسبما سبق حصل منهم ضرر كبير للرعية في المال والحريم وصاروا يعيثون في غلل جناتهم مما يمرون به أيام أسفارهم حتى صار ذلك الفساد عندهم عادة وما من منزل يبيتون به إلا ويكلفون أهله ما لا يطيقون فإذا كلمهم أعيان الرعية في الرفق بالناس قالوا هذه عادة لا نتركها وهي من قوانين الدولة ولما علم السلطان بما يرتكبونه من العسف أسقطهم من الجندية ونزع منهم السلاح وردهم إلى المغرم مع إخوانهم وأراح الناس من شرهم .
ثم دخلت سنة ثمان وثمانين ومائة وألف فيها عزل السلطان القائد محمد بن أحمد البوزراري عن قبائل تامسنا وتادلا وما اتصل بهما ولم يترك