@ 72 @ .
ويستوعب دقائق مبانيها فكتبت منه نحو أربعة كراريس ثم عاقت الأقدار عن إتمامه نسأله سبحانه وتعالى أن يصرف عنا العوائق فيما ينفعنا في ديننا ودنيانا ويحفنا بالسعادة الدنيوية والأخروية في متقلبنا ومثوانا إنه ولي ذلك والقادر عليه .
ومن وزراء السلطان سيدي محمد بن عبد الله رحمه الله الوزير الشهير أبو عبد الله محمد العربي قادوس المدعو أفاندي كان من موالي السلطان وغرس نعمته وربي دولته وأصله من أعلاج الإصبنيول وكان شعلة من الذكاء والفطنة وركنا شديدا من أركان الدولة المحمدية في حسن التدبير والحزم الذي لا يعزب عنه من أمور الحضرة قليل ولا كثير وقد أدرك من فخامة الجاه وضخامة الرياسة غاية تفرد بها في وقته بحيث كانت الأعاظم من وجوه الدولة تقف ببابه اليومين والثلاثة فلا يتيسر لهم لقاؤه .
ولما توفي السلطان سيدي محمد رحمه الله امتحن المولى يزيد هماما الوزير في جملة من امتحنه من أهل مراكش كما سيأتي $ الخبر عن دولة أمير المؤمنين المولى يزيد بن محمد وأوليته ونشأته رحمه الله $ .
كان المولى يزيد هذا عند والده رحمه الله بعين العناية ملحوظا ومن النقائص محروسا ومحفوظا وكان عامة أهل المغرب وخاصتهم من الجند والرعية متشوفين له ومغتبطين به يهتفون باسمه ويلهجون بذكره لما كان عليه من الكرم والشجاعة والتمسك بمذاهب الفتوة والدين والاعتناء بجوائز أهل البيت ومحبة أهل الخير وإكرامهم وإقامة الصلوات لأوقاتها حضرا وسفرا لا يشغله عن ذلك شاغل فأصابته عين الكمال وصار ينتقل من حال إلى حال حتى خالطته جماعة من الأغمار كانوا في خدمته فلزموه وحسنوا له الاستبداد على والده والخروج عليه وأتوه من بين يديه ومن خلفه حتى وقر ذلك في صدره وارتسم فيه وكان ذلك على حين أوان الشبيبة وأخذها