@ 82 @ .
ثم إن السلطان المولى يزيد رحمه الله زحف إلى سبتة واستنفر الناس لجهادها والمرابطة عليها واستصحب معه آلة الحرب من المدافع والمهاريس ونصب عليها سبعة أشبارات كان جلها لفنانشة سلا وأهرعت إليه المتطوعة من حاضر وباد ونسلوا إليه من كل حدب وواد وأقام على حصارها مدة ثم أفرج عنها وسار إلى ناحية مراكش لأمر اقتضى ذلك فلما وصل إلى مدينة آنفا بدا له من الرجوع فرجع ونزل عليها واستأنف الجد وأرهف الحد وأرسل إلى قبائل الحوز يستنفرهم للجهاد والمرابطة فتقاعدوا عنه بعد أن أشرف على فتحها وكان ما نذكره $ انتقاض أهل الحوز على السلطان المولى يزيد ابن محمد وبيعتهم لأخيه المولى هشام رحمهما الله $ .
لما قدمت قبائل الحوز على السلطان المولى يزيد بمكناسة ظهر لهم منه بعض التجافي عنهم وأنزلهم في العطاء دون البربر والودايا وغيرهم فساءت ظنونهم به وانفسدت قلوبهم عليه ولما رجعوا إلى بلادهم تمشت رجالاتهم بعضها إلى بعض وخب الرحامنة في ذلك ووضعوا واتفقت كلمتهم مع أهل مراكش وعبدة وسائر قبائل الحوز فقدموا المولى هشام بن محمد للقيام بأمرهم وآتوه بيعتهم وطاعتهم ولما اتصل خبر ذلك بالمولى يزيد وهو محاصر لسبتة أقلع عنها وسار إلى الحوز فشرد قبائله ووصل إلى مراكش فدخلها عنوة يقال إن دخوله إليها كان من الباب المعروف بباب يغلى فاستباحها وقتل وسمل وكان الحادث بها عظيما ثم استجاش عليه المولى هشام قبائل دكالة وعبدة وقصده بمراكش فبرز إليه المولى يزيد ولما التقى الجمعان بموضع يقال له تازكورت انهزم جمع المولى هشام وتبعهم المولى يزيد فأصيب برصاصة في خده فرجع إلى مراكش يعالج جرحه فكان في ذلك حتفه رحمه الله وذلك أواخر جمادى الثانية سنة ست ومائتين وألف