@ 56 @ $ بقية أخبار الحاج عبد القادر وانقراض أمره وما آل إليه حاله $ .
قد قدمنا ما كان من فساد نية الحاج عبد القادر وأنه رام الاستبداد بل والتملك على المغرب فلما كانت الهزيمة بإيسلي ازداد طمعه فصار يدعو أهل النواحي إلى مبايعته والدخول في طاعته وكاتب الخواص من أهل فاس والدولة وكاتبوه على ما قيل ثم احتال بأن بعث جماعة وافرة من الحشم وبني عامر شيعته إلى السلطان قدمهم أمامه في صورة هراب مستجيرين بالسلطان فقبلهم السلطان وأنزلهم على نهر سبو ثم تقدم الحاج عبد القادر حتى وصل إلى القعدة الحمراء بين التسول والبرانس وكان قصده أن يجتمع بشيعته ويصل يدهم بيده ويتم له ما أراد فلما أطلع السلطان على دسيسته بعث إلى أولئك الجماعة عسكرا من الشراردة عليهم القائد إبراهيم بن أحمد الأكحل فاجتاحوهم بعد جهد جهيد وقتال شديد من ذلك أنهم اعتصموا بربوة وجعلوا يقاتلون على حريمهم وكانوا رماة لا تسقط لهم رصاصة في الأرض فكانوا كلما توجهت إليهم طائفة من الجيش استأصلوها بالرصاص وكانوا يجمعون موتاهم وينصبونهم أشبارا يتترسون به ويقاتلون من خلفه ولما أعيا الجيش أمرهم حملوا عليهم حملة واحدة حتى خالطوهم في معتصمهم وجالدوهم بالسيوف وطاعنوهم بالرماح والتوافل وانقطع البارود فكانوا يقتلون أبناءهم ونساءهم بأيديهم فرارا من السبي والعار ثم جعلوا يقتلون أنفسهم حين تحققوا أنهم في قبضة الأسار وبعد هذا وجه السلطان ولده سيدي محمدا لحسم دائه في جيش كثيف وكان رئيس الجيش وكبيره بعد الخليفة القائد محمد بن عبد الكريم الشرقي المدعو أبا محمد وكان له ذكر في الشجاعة والرأي ولما وصل الخليفة إلى سلوان بعث إليه الحاج عبد القادر جماعة فيهم وزيره أبو عبد الله البوحميدي يتنصل مما رمي به وأنه لا زال على الطاعة والخدمة للسلطان وقدموا إلى الخليفة هدية ثم وقع الاتفاق على أن يقدموا على السلطان رحمه الله فينهوا إليه الأمر والعمل على ما قال