@ 24 @ .
وأما يعقوب بن عبد الله صاحب سلا فإنه أقام خارجا بالنواحي متنقلا في الجهات إلى أن قتله طلحة بن محلي من أولياء السلطان يعقوب على ساقيه غبولة من ناحية رباط الفتح سنة ثمان وستين وستمائة فكفى السلطان يعقوب أمره $ حصار السلطان يعقوب حضرة مراكش ونزوع أبي دبوس منها إليه وهلاك المرتضى بعد ذلك $ .
لما فرغ السلطان يعقوب من شأن الخارجين عليه من عشيرته أجمع رأيه لمنازلة المرتضى والموحدين في دارهم وحضرتهم ورأى أنه أوهن لشوكتهم وأقوى لأمره عليهم فبعث في قومه وحشد أهل مملكته واستكمل التعبئة وسار سنة ستين وستمائة حتى انتهى إلى جبل جيليز فشارف دار الخلافة ونزل بعقرها وأخذ بمخنقها وخفقت ألويته على جنباتها وعقد المرتضى على حربه لأبي دبوس إدريس بن محمد بن أبي حفص بن عبد المؤمن فعبأ كتائبه ورتب مصافه وبرز لمدافعتهم ظاهر الحضرة فكانت بينهم حرب بعد العهد بمثلها هلك فيها الأمير عبد الله بن يعقوب بن عبد الحق ففت مهلكه في عضدهم وارتحلوا عنها إلى أعمالهم واعترضتهم عساكر الموحدين بوادي أم الربيع وعليهم يحيى بن عبد الله بن وانودين فاقتتلوا في بطن الوادي وانهزمت عساكر الموحدين هزيمة شنعاء وتركوا الأموال والأثاث فاحتوى بنو مرين على ذلك كله وهي واقعة أم الرجلين .
ثم سعى سماسرة الفتن عند الخليفة المرتضى في ابن عمه وقائد حربه أبي دبوس بأنه يطلب الأمر لنفسه وشعر هو بالسعاية في جانبه فخشي بادرة المرتضى ولحق بالسلطان يعقوب سنة إحدى وستين وستمائة عند دخوله إلى فاس من محاصرته مراكش فأقام عنده مليا ثم سأله الإعانة على أمره بعسكر يمده به وآلة يتخذها لملكه ومال يصرفه في ضرورياته على أن يشركه في