@ 25 @ الفتح والغنيمة والسلطان فأمده السلطان يعقوب بخمسة آلاف من بني مرين وبالمستجاد من الآلة والكفاية من المال وأهاب له بالعرب والقبائل من أهل مملكته وغيرهم أن يكونوا معه يدا واحدة حتى يبلغ مراده في فتح مراكش وسار أبو دبوس في الكتائب حتى شارف الحضرة ودس إلى أشياعه من الموحدين بأمره فثاروا بالمرتضى فكان من فراره إلى آزمور ونزوله على صهره ابن عطوش ومقتله على يده ما قدمنا ذكره في دولته واستتب أمر أبي دبوس بمراكش وثبت قدمه بها فبعث إليه السلطان في الوفاء بالمشارطة فاستنكف واستكبر ونقض العهد وأساء الرد فنهض إليه السلطان يعقوب في جموع بني مرين وعساكر المغرب فخام عن اللقاء واعتصم بالأسوار فزحف إليه السلطان يعقوب وحاصره أياما ثم سار في الجهات والنواحي يحطم الزروع وينسف الأقوات وعجز أبو دبوس عن مدافعته فاستجاش عليه بيغمراسن بن زيان ليفت في عضده ويشغله عما أمامه بما وراءه فكان ما نذكره $ وقعة تلاغ بين يعقوب بن عبد الحق ويغمراسن بن زيان $ .
لما نزل السلطان يعقوب حضرة مراكش وربض على ترائبه للتوثب عليها لم يجد أبو دبوس ملجأ من دون الاستظهار عليه بيغمراسن بن زيان ليأخذ بحجزته عنها فبعث إليه بالصريخ في ذلك وأكد العهد وأسنى الهدية فشمر يغمراسن لاستنفاذه وجذب السلطان يعقوب عنه من خلفه بشن الغارات على ثغور المغرب وإيقاد نار الفتنة بها فهاج عليه من السلطان يعقوب ليث عاديا وأرهف منه حدا ماضيا فأفرج للوقت عن مراكش ورجع عوده على بدئه يريد تلمسان وصاحبها يغمراسن بن زيان فنزل فاسا وتلوم بها أياما حتى أخذ أهبة الحرب وعدة النزال ثم نهض إلى تلمسان منتصف محرم سنة ست وستين وستمائة وسلك على أكرسيف ثم على تافرطاست