@ 123 @ أشهر وزاد في تحصينه ابنه السلطان أبو عنان رحمهما الله تعالى .
وأما ابن الأحمر فإن أولاد عثمان بن أبي العلاء شيوخ الغزو بالأندلس لما رأوا ما حصل بينه وبين السلطان أبي الحسن من الوفاق واتصال اليد خافوا أن تعود موافقتهم بالضرر عليهم إذ كانوا أعداء للدولتين معا أما دولة المغرب فبخروجهم عليهم ومنابذتهم إياهم غير مرة وأما دولة الأندلس فباستحواذهم على أهلها ومزاحمتهم إياهم في رياستها فتشاوروا فيما بينهم وفتكوا بابن الأحمر يوم رحيله عن الجبل إلى غرناطة فتقاصفوه بالرماح وقدموا أخاه ابا الحجاج يوسف بن إسماعيل مكانه فقام بالأمر بعده وشمر للأخذ بثار أخيه فاحتال على بني أبي العلاء حتى قبض عليهم وأودعهم المطبق ثم غربهم إلى تونس إلى أن كان من أمرهم ما نذكره $ فتح تلمسان ومقتل صاحبها أبي تاشفين وانقراض الدولة الأولى لبني زيان بمهلكه $ .
لما استقام ملك المغرب للسلطان أبي الحسن بمقتل أخيه أبي علي صاحب سجلماسة ونصر الله جنده على الطاغية بالأندلس تفرغ لشأن تلمسان والانتقام من صاحبها أبي تاشفين الذي ضايق أصهاره من بني أبي حفص في أرضهم ونازعهم في ملكهم وكان السلطان أبو الحسن قد بعث لأول بيعته شفعاء إلى أبي تاشفين في أن يتخلى عن عمل الموحدين ويرجع إلى تخوم أعماله التي ورثها عن سلفه وقال له في جملة ذلك كف عنهم ولو سنة واحدة ليسمع الناس أني نافحت عن صهري ويقدروا قدري فاستنكف أبو تاشفين من ذلك وأغلظ للرسل في القول وأفحش بعض السفهاء من عبيده في الرد عليهم بمجلسه ونالوا من السلطان أبي الحسن بمحضره فعادت الرسل إليه وأعلموه بالقضية على وجهها فحمي لذلك وغضب وتأكد عزمه على النهوض إلى تلمسان فكان من نهوضه أولا وانتقاض أخيه عليه وعوده إليه من تاسالت ما قصصناه قبل مستوفى