@ 122 @ ضريسة أيضا زناتة كلها ومبن زناتة جرواة قوم الكاهنة داهيا صاحبة جبل أوراس التي أوقعت بحسان بن النعمان عامل الخليفة عبد الملك بن مروان ومن زناتة أيضا بنو خزر المغراويون ملوك تلمسان والمغرب الأوسط ومنهم مغرواة ملوك فاس وبنو يفرن ملوك سلا وتادلا ومنهم بنو زيان ملوك تلمسان وبنو مرين ملوك فاس أيضا فهؤلاء كلهم من زناتة وزناتة هو زانا بن يحيى بن ضرى بن زجيك بن مادغيس الأبتر .
وأما نفوسة وأداسة ولواتة فلم يكن لهم ملك يذكر .
وأعلم أن كل قبيلة من هذه القبائل الأربع عشرة تشتمل على عمائر وبطون وأفخاذ وفصائل لا حصر لها وفيما ذكرناه كفاية وبالله التوفيق $ الخبر عن حال البربر قبل الإسلام وذكر بعض أمصار المغرب القديمة وما قيل في ذلك $ .
قد تقدم لنا أن البربر أمة قديمة سكنوا أرض المغرب في قديم الزمان وأنهم لما عمروا بلاده وملؤوا أكنافه انحازت الفرنج عنهم إلى السواحل والثغور وبقي البربر فيما سوى ذلك من الضواحي والجبال والكهوف وهم مع ذلك على أديان مختلفة يدين كل واحد منهم بما شاء من الأديان الفاسدة إلى آخر ما مر فهذا كان حالهم على الجملة .
وقال ابن خلدون لم تزل بلاد المغرب إلى طرابلس بل و إلى الإسكندرية عامرة بهذا الجيل ما بين البحر الرومي وبلاد السودان منذ أزمنة لا يعرف أولها ولا ما قبلها وكان دينهم دين المجوسية شأن الأعاجم كلها بالمشرق والمغرب إلا في بعض الأحايين يدينون بدين من غلب عليهم من الأمم فإن الأمم أهل الدول العظيمة كانوا يتغلبون عليهم فقد غزتهم ملوك اليمن من قراهم مرارا على ما ذكر مؤرخوهم فاستكانوا لغلبهم ودانوا بدينهم ذكر ابن الكلبي أن حميرا أبا القبائل اليمانية ملك المغرب مائة سنة