@ 126 @ $ وفاة أم المنصور الحرة مسعودة الوزكيتية رحمها الله $ .
كانت الحرة مسعودة هذه من الخيرات الصالحات وتقدم بعض مآثرها من بناء المسجد الجامع بباب دكالة وغيره وكانت وفاتها سحر يوم الثلاثاء السابع والعشرين من المحرم فاتح سنة ألف ومن المستفيض أنها ريئت بعد موتها فسئلت ما فعل الله بها فقالت غفر لي بسبب أني كنت ذات يوم جالسة لقضاء الحاجة فسمعت المؤذن شرع في الآذان فرددت على ثيابي إعظاما لذكر الله تعالى حتى فرغ المؤذن من آذانه فشكر الله لي ذلك فغفر لي .
وفي سنة إحدى وألف أتي بالفيلة من بلاد السودان إلى المنصور وكان يوم دخولها لمراكش يوما مشهودا برز لرؤيتها كل من بالمدينة من رجال ونساء وشيوخ وصبيان ثم حملت إلى فاس في رمضان سنة سبع وألف قال في نشر المثاني كان دخول الفيل إلى فاس يوم الاثنين سادس عشر رمضان سنة سبع وألف وبعث المنصور مع الفيل إلى ولده المأمون بهدية سنية فيها تحف وأموال عريضة وخرج أهل فاس في ذلك اليوم للقاء الفيل بنحو مائة ألف نفس .
قال بعضهم وبسبب دخول هذه الفيلة إلى المغرب ظهرت هذه العشبة الخبيثة المسماة بتابغ لأن أهل السودان الذين قدموا بالفيلة يسوسونها قدموا بها معهم يشربونها ويزعمون أن فيها منافع فشاعت منهم في بلاد درعة ومراكش وغيرهما من بقاع المغرب وتعارضت فيها فتاوى العلماء رضوان الله عليهم فمن قائل بالتحريم ومن قائل بالتحليل ومتوقف والعلم فيها عند الله سبحانه قال اليفرني .
قلت من تأمل أدنى تأمل في قواعد الشريعة وآدابها علم يقينا أن تناول هذه العشبة حرام لأنها من الخبائث التي حرمها الله تعالى على هذه الأمة المطهرة وبذلك وصفها في الكتب السالفة إذ قال تعالى ! < الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث > !