@ 177 @ واستقر به خجداشه أرغون شاه النوروزي الأعور حين ولي الوزارة في كشف إقليم البحيرة فساءت سيرته وأهين بعد ذلك بالمقارع والحبس ثم رسم بتوجهه إلى مكة ثم لدمشق وخدم عند نائبها جقمق الأرغون شاوي فلما قتل عاد لمصر وجعله الظاهر ططر من الجمدارية الخاص ثم الأشرف رأس نوبة الجمدارية وعد حينئذ من رؤوس الخدام ، وأثرى وملك الأملاك الكثيرة إلى أن ولاه الظاهر الخازندارية في جمادى الأولى سنة ست وأربعين بعد جوهر التمرازي ثم أضيفت إليه الزمامية بعد هلال الرومي فعظم وضخم ونالته السعادة وجمع ما لم يجتمع لغيره من الخدام في الدولة التركية ، وسافر في سنة ثلاث وخمسين أمير حاج المحمل وهو لا يزداد في ترقيه وكثرة ماله وكبر سنه إلا مزيد حرص وظلم ومساوي وقلة دين بحيث أقام عدة سنين لا يصلي المكتوبة ويعتذر بضعف بدنه وقوته مع كونه كل يوم يمشي من طبقته إلى الدهيشة ذهابا وإيابا . ولم يزل كذلك إلى أن مرض حقيقة ولزم الفراش حتى مات في شعبان سنة خمس وستين عن أزيد من ثمانين سنة ودفن بتربته التي أنشأها بالصحراء ، وخلف شيئا كثيرا جدا ومما ينسب إليه تقرير قراء في تربته ثلاث نوب في النهار قراء وأما في ليالي الجمع فنوبة فيها ستة قراء وكذا تقرير أربعين صوفيا شيخهم نائبه الزيني عبد الغفار المالكي بجامع الأزهر ثم حول بعد وفاته إلى الجوهرية وربما كان الزيني يستمليه في فعل الخير وإلا فسيرته كما قدمنا . $ 1 ( حرف القاف ) $ القاسم بن إبراهيم بن الحسين الزموري . مات في سنة تسع وثلاثين . .
قاسم بن إبراهيم بن عماد الدين الزفتاوي الأصل القاهري الشافعي ويعرف بالزفتاوي . ولد قريبا من سنة ثمان وثمانمائة بالقاهرة ، ونشأ بها فحفظ القرآن وكتبا وأخذ عن البرهان البيجوري والشمسين البوصيري والبرماوي والولي العراقي والطبقة ثم الشرف السبكي والقاياتي والأبناسي والونائي والمحلي والشمني ثم الأبدي والكافياجي والتقي الحصني وأكثر من ملازمة شيخنا في رمضان وغيره ، ولم يفتر عن الاشتغال ولا قصر عن الاستفادة حتى ممن دونه هذا مع كون شيخه البيجوري فيما بلغني أشار عليه بالتصدي لنفع الناس ، وقد نوه به السفطي وساعده في مرتب بالجوالي ثم استنابه القاياتي في القضاء وأضاف إليه بعض الأعمال وحمدت سيرته في ذلك وقام بنصر الشرع واستمر يلي عمن بعده إلى أن مات مع ملازمة الاشتغال والرغبة في الجماعات والحرص على شهودها