@ 275 @ عنه وبما صدر منه في حق العساكر ثم أمر الوالي سرا بإتلافه فتسلمه وأركبه وهو مطوق بحديد به قصبة في رأسها جرس كبير من نحاس على هجين ، كل ذلك بقصد الازراء به إلى أن جيء به لباب زويلة فعلق بكلاليب شكت في كتفه فلم يلبث أن مات في يومه ، وذلك في يوم الاثنين ثامن عشر ربيع الأول سنة سبع وسبعين قبل الغروب بدون ساعة فأنزل وغسل وكفن وصلى عليه بباب المحروق ثم دفن بجانب تربة يشبك جن بالقرب من تربة الظاهر خشقدم وهو ابن بضع وأربعين ، وكان فيما قيل يكثر التلاوة من المصحف بطول الطريق ويصوم الاثنين والخميس مع فهم في الجملة ) .
ومشاركة في بعض المنطق ومعاناة النظر في النجوم قد نبذه الشيب ببعض شعرات في لحيته من الجانبين بعمامة مدورة وفوقاني مفتوح مزنر بقصب بمقلب لطيف على جاري عادة تفصيل التركماني ، ووجهه حسن أبيض اللون ظاهر الحرمة مستدير اللحية بشعر أسود جميل الهيئة محترم الشكل وتألم غير واحد من المقدمين لاتلافه والله يحسن العاقبة . $ 2 ( ذكر من اسمه سودون وكلهم جركسيون ) $ .
1047 سودون من زاده الظاهري برقوق ، / وكان من أعيان خاصكيته ثم تأمر عشرة لابنه الناصر ثم أعطاه اقطاعا لامرة ستين فارسا واستقر به خازندارا ثم استعفى منها خاصة وعاد رأس نوبة كما كان ثم كان مع جكم ونوروز في عصيانهما فقبض عليه معهما وسجن باسكندرية في رمضان سنة أربع وثمانمائة ثم أفرج عنه وصار مقدما بالقاهرة ثم ولاه الناصر في سلطنته الثانية غزة ثم قبض عليه في جمادى الآخرة سنة عشر وحبسه باسكندرية ولم يلبث أن قتل وهو صاحب المدرسة الهائلة في سويقة العزى وبها خطبة ودرس للشافعية وآخر للحنفية . .
1048 سودون بن عبد الرحمن الظاهري برقوق . / كان من خاصكيته ثم ترقى في أيام ابنه الناصر حتى صار مقدما ، ثم ولي نيابة غزة ثم أعيد إلى التقدمة في أيام تدبير شيخ ثم ولاه أيام سلطنته طرابلس ، ثم كان ممن خرج مع قايتباي المحمدي عن الطاعة فلما انكسر رفقاؤه فر إلى قرا يوسف صاحب بغداد ثم قدم على ططر حين كان بالبلاد الشامية مع المظفر بن المؤيد فأكرمه ثم جعله مقدما بالديار المصرية إلى أن استقر به الأشرف برسباي في الدوادارية الكبرى ثم في نيابة الشام سنة سبع وعشرين عوضا عن تنبك البجاسي والتقيا فقتل تنبك وانتصر المذكور ، وقدم القاهرة في أيام نيابته غير مرة ثم نقل إلى أتابكيتها ، وسافر وهو أتابك مصر مع الأشراف إلى آمد في محفة ذهابا وإيابا لضعفه وبعد رجوعه