/ صفحه 424/
الأرض. ونشطت لذلك الفلسفة المادية، وآمن بعض الفلاسفة والعلماء ـ مثل ارنست هيكل، وبخز وهكسلي وسبنسر ـ بالتطور الذي حدث في الأحياء، والجمادات كأحسن تفسير للعالم، مع أن التطور لا يخرج عن مجال العلم، ويبين لنا فقط الأدوار التي مرت على الأرض والاحياء، وخلاصة نظرية التطور، أن أصل الاحياء كائنات حية بسيطة، تطورت خلال ملايين السنين إلى أحياء راقية معقدة، وأن السيارات كانت أجراما غازية ملتهبة، مكونة من عناصر بسيطة ثم بددت وتعقد تركيبها، ولكن التطور نفسه يحتاج إلى تفسير، فما سره، وما غايته ونهايته، وهو لا يوضح أصل الوجود.
في أوائل القرن العشرين بدأت الفلسفة المادية بالتدهور. فقد اكتشفت حقائق علمية كثيرة، زعزعت أسس الفلسفة المادية، وأهمها ما جاءت به النظرية النسبية لأينشتين عن الزمان والمكان والحركة والطاقة. ونظرية الكم لبلانك في النور. ان الفلسفة المادية كانت تؤكد على التركيب الذري للمادة، وعلى تفاعلات المادة ولكن النظرية النسبية، ونظرية الكم ترفعان الحواجز، بين المادة والطاقة.
من صفات المادة المذكورة في الكتب العلمية، أنها تشغل حيزا من الفراغ ولها كتلة ولها وزن، ولها استمرارية، وكل مادة تتكون من ذرات صغيرة جداً، وتختلف كتل الذارت فيما بينها تبعا لنوع العنصر الذي تنتسب إليه الذرة، وعدد العناصر 921 اخفها الهيدروجين، واثقلها اليورانيوم، وتكونت العناصر من اتحاد عدد من ذرات الهيدورجين مع بعضها، فتكون ذرة عنصر جديد.
وذرة الهيدروجين تتألف من بروثون واحدو الكترون واحد، يدور حول نواة البروثون وسائر العناصر تتألف من بروثونات ونوثرونات في النواة والكترونات حولها، إن النظرية النسبية تعطي صفات واحدة للمادة والطاقة، فكما أن للمادة كتلة وضغطا واستمرارية، فإن للطاقة صفات مماثلة، تتحول المادة إلى طاقة وبالعكس فالمادة في الأشعاع تتحول إلى طاقة، والشمس تشع 250 مليون طن من مادتها في الدقيقة الواحدة، وكل جسم تزداد كتلته (مادته) عند زيادة سرعته، والنظرية النسبية تذهب إلى الذرة لا تتحللّ إلى اجزائها المعروفة فحسب، بل تتحلل إلى أبعد من ذلك.