/ صفحة 402/
الشعوب التي خضعت لقانون يفصل بين السياسة والأخلاق كما هو معلوم من أحداث عصرنا الحاضر، وهذه قضية فلسطين وقضية نفط إيران.
* * *
النتيجة:
لقد عرفا مما تقدم أن للإسلام نظرية سياسية، هي أرقى اشكال الحكم الذي لم يصل إليه العالم إلا بعد أحد عشر قرنا، أعنى أن الإسلام قد سبق العالم مدة هذه القرون، حين قرر الحكم الشورى المنطوي على حق الترشيح أو حق الانتخاب وحق المعارضة واعترف للأمة بحق السيادة والسلطان. كما عرفنا أن الإسلام يربط بين الدين والدولة، لا على أساس تأسيس حكومة دينية، فقد ظهر أن الإسلام يحرم وجود هيئات دينية كهيئات الإكليروس، بل يربط الدين بالدولة على أساس ربط السياسة بمكارم الأخلاق في حدود مرنة تحفظ كيان الدولة. ويأمن معها المغلوب خروج الغالب على إنسانية الإنسان.