/ صفحه 274/
و هي التي تتصل بنفس الانسان أو روحه. والامور المادية، والاخرى المعنوية تتكون منها حياة الانسان ووجوده.
و اذن النظرة المادية الصرفة إلى الوجود والحياة لا تعبر تماما عن الوجود كما هو والحياة كما هي وكذلك النظرة الروحية المحضة لاتمثل واقع الأمر في الوجود والحياة.
والإسلام كرسالة من رسالات الله قام على اعتبار الجانب المادى والجانب الروحي للوجود والحياة، وعالج نفس الوجود ونفس الحياة من زاوية الاساس الذي قام عليه:
فاعترف بالفرد، وبالاسرة، وبالامة والشعب، وبالعالم الانساني.
1 - منهجه للفرد بما يحقق الموازنة بين روحه وجسمه:
قوم الفرد لذاته، واعترف بشخصيته الوجودية. وعن اعترافه بالفرد وبقيمته الذاتية خط له ا لطريق في الحياة، وأمنه فيه
من أن ينحرف. فرسم له كيف يقوى صلته بربه، وكيف يعشق الخير لذاته عن طريق هذه الصلة. لانه إذا عرف ربه كمصدر للخير، وللمعاني وللقيم الرفيعة، أدرك الخير الذي يتمثل في هذه المعانى والقيم ووقر في نفسه حبها. وإذا أحب الانسان الخير لذاته فعل الخير دون أن يترقب جزاء عليه; فعله لنفسه وغيره: ومن هو قريب منه، ومن هو بعدى عنه.
وكما رسم له طريق الاتصال بربه ـ رسم له طريق معاملة نفسه، ومعاملة غيره في محيطه الضيق أو محيط الانسانية العام. والحدود التي يعامل نفسه وغيره.
هي ألا يضرنفسه ولايضر غيره. وهذا يحتمل أن ينفع نفسه ولا يضر غيره، أو يكتفي بموقف عدم الايذاء لنفسه وغيره. فإيجابيته في ا لحياة: إماأن تتعدى عدم الاضرار والإيذاء إلى إيصال الخير والنفع في صورة من صوره إلى نفسه وغيره، أو تفف عند حد عدم الاضرار والإيذاء.