/ صفحه 95/
التركية، إذ لو كان يطلب تنفيذها من أحقر دول العالم لرفضت قبولها ولو أدى رفضها إلى دمارها وخرابها، فموت فيه شرف خير من حياة تلطخ بالعار، وإذن فقد كان مستحيلا على الدولة التركية أن تقبل ولو لحظة واحدة هذه الشروط التي أملتها السياسة غير الشريفة نحوها.
حرب صربيا والجبل الأسود ضد تركيا سنة 1876:
لم تعدم روسيا وسائل الاعتداء على تركيا، فإنها بعد إشاعة الأكاذييب عن الحالة في بلغاريا ونشر الحقائق عن الجرائم والفطائع فيها مقلوبة، أو عزت إلى صربيا والجبل الأسود بالتعبئة للهجوم على تركيا، وأرسلت الجنرال تشرنايف وهو أحد جنرالاتها الممتازين ليقود الجيش الصربي معززاً بكثير من ضباطها وجنودها المتطوعين، ولما أرسلت الدولة العثمانية إلى صربيا " ميلان " والى أمير الجبل الأسود " نيكيتا " في 9/6/1876 تسألهما عن سبب تلك الاستعدادات أجاباها بأنهما يطلبان من الباب العالي أن يجلي العساكر العثمانية من مقاطعتي بوسنة وهرسك، وأن يحتل الجيش الصربي مقاطعة بوسنة، وأن يحتل جيش الجبل الأسود مقاطعة هرسك، فرفض الباب العالي هذا الطلب الوقح بكل شدة وشهامة، وأمر بحشد الجيش على حدود صربيا والجبل الأسود، فأعلنت دويلة صربيا الحرب على تركيا في 30/6/1876، ودويلة الجبل الأسود في 2/7/1876، وتقدم الجيش الصربي بقيادة الجنرال الروسي تشرنايف في 1/7/1876، وصفق له الشامتون بتركيا، ولكن سرعان ما انقلب سرورهم رثاء لصربيا، فقد جابهت عساكر الصرب والجبل الأسود وروسيا ليوثاً في الجيش التركي المعزز ببعض فصائل الجيش المصري يقودهم الغازي عثمان باشا وعبد الكريم باشا، فهزموا المعتدين في زابتشار، وانتصروا انتصاراً مبيناً فيما بين دليغراد وكراغبواتز، واحتلوا قلعة الكسيناتز في هجوم خاطف، فأصبح سقوط بلغراد عاصمة الصرب أمراً محققاً في أواخر أكتوبر سنة 1876.