/صفحة 221 /
وأخيراً سألنا فضيلة الأستاذ الأكبر: ما هو مستقبل الدين الإسلامي بعد هذا التقدم العلمي الذي بهر العالم.
فأجاب فضيلته: إن الإسلام يثبت ويقوى دائماً كلما قوى العلم وازدهر، إن الإسلام هو الدين الذي وجه الناس إلى التفكير وإلى السير في الأرض وإلى معرفة خواص المخلوقات والانتفاع بما سخر الله فيها للإنسان، ذلك لأنه يعلم أن هذا هو السبيل الوحيد لمعرفة الله والإيمان بعظمة الله فكل من الدين الإسلامي والعلم يتبادلان المعونة والتأييد، فالدين الإسلامي يحث على العلم ويؤيده، والعلم يكشف من عظمة هذا الكون ما يؤيد عقيدة المؤمنين في عظمة خالقه وكمال مبدعه، وصدق الله العظيم إذ يقول: " ويرى الذين أوتوا العلم الذي أنزل إليك من ربك هو الحق ويهدي إلى صراط العزيز الحميد ".
وما كثرت أوامر القرآن بحث الإنسان على النظر في ملكوت السموات والارض، ودراسة السنن الكونية إلا لكونها وسيلة لمعرفة الله، وتثبيت الإيمان به في قلوب المؤمنين.
فالعلم وسيلة لحفظ الإيمان، وصيانته من الضعف والتزلزل، ولذلك أراني دائما فرحا بكل تقدم علمي ثقة بأن العلم يخدم الإيمان ونصيحتي إلى إخواني وأبنائي المسلمين ألا يبهرهم البريق الظاهر دون النظر في الحقائق، وألا تلهيهم المادة عن الروح، فإن الإنسان مخلوق لابد له من كل منهما، ولا يصلح أمره إلا عليهما جميعاً.
وأسأل الله تعالى أن يهب المسلمين من لدنه رحمة ويهيئ لهم من أمرهم رشدا، إنه سميع الدعاء، لطيف لما يشاء.