ـ(223)ـ
ويؤكدون على ضرورة مراعاة سلم الأوليات في رعاية أحكام الشريعة الإسلاميّة والدفاع عنها، سداً لنوافذ الشقاق والنزاع.
وانطلاقاً من كلّ ذلك، وحرصاً على سلامة الصف الإسلامي فإن العلماء المشاركين في ندوة (التقريب بين المذاهب الإسلاميّة) يعتبرون هذا النداء موجها إلى كلّ المسلمين في جميع أرجاء العالم؛ ليكفوا عن أي نزاع طائفي يفتح ثغرة ينفذ منها أعداء الإسلام ليوهنوا وحدة هذه الأمة، وليعملوا على أنّ تسود روح الأخوة الإسلاميّة بين جميع أبناء المذاهب، تقوية للأمة الواحدة، وتعميقاً للتضامن الإسلامي.
لم تكن روح التقريب في المغرب مقتصرة على القائمين على أمر الندوة، فقد تلمسناها أينما حللنا في هذا الصقع الإسلامي العزيز.
في الدار البيضاء حضرنا مؤتمر الجامعة الصيفية الذي يقام سنوياً لمالجة قضية من القضايا الإسلاميّة ، وكان يومئذ قد انعقد تحت عنوان: "الصحوة الإسلاميّة ". وجدنا في هذا المؤتمر الذي دعينا لحضوره جمعاً غفيراً من علماء مراكش وشباب هذا البلد الكريم، وهم يحملون روحاً إسلامية تتعالى على الخلافات الصغيرة، ووجدنا في أذهانهم شبهات كثيرة أفرزتها سنوات الثمانينات بما حملته من ضجة إعلامية ضد إيران والشيعة..، لكن الرائع أنهم كانوا يعرفون أنها شبهات لا أكثر..، وكانوا يريدون إجابة واضحة لها..، وحين يسمعون الجواب يستبشرون ويفرحون ويرتاحون. وكان إلى جانب الحضور المغربي حضور عالمي ملموس.
كما كان للوفد الإيراني جولة زار خلالها بعض العلماء والمفكرفي الرباط أذكر منهم: الأستاذ الدكتور الحبابي، الذي سمعنا بأن الأجل وافاه أخيراً تغمده الله برحمته. لقد زرنا الرجل في بيته، فرأيناه على اطلاع واسع بالثقافة الإسلاميّة ، ويفهم بعمق أهمية ارتباط شرق العالم الإسلامي بغربه، وكان لنا معه ـ رحمه الله ـ حديث شيق، ومع زوجته الاستاذة الدكتورة فاطمة الحبابي التي كانت شغوفة بمعرفة كلّ شيء عن إيران، وبتعلم اللغة الفارسية.