وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

/ صفحة 52 /
فالله تعالى لايريد بنهينا عن ذلك إلا يبدنا عن موقف الخصومة في الجدل، لنسلك به الطريق الذي يراد منه الوصول إلى الحق، ويقصد منه التمييز بين الحق والباطل، فلايراد منه إلا الإقناع والإرشاد، وإلا أخذ الناس في الجدال بالهدوء والرفق، حتى لا ينقلب إلى خصومة وتعصب، يعمى فيهما الحق على الناس، ويشتد بهما العناد واللجاج، وهذا لا يخرج عن كونه تعليما لنا، ولا يقتضى سبق وقوع شيء منه في القرآن أو من النبي أو من المسلمين. ولهذا يقول الله تعالى بعد النهى عن ذلك السب "كذلك زينا لكل أمة عملهم، فلا يصح أن نصادم شعورهم بشتم ما زين لهم، وإنما يجب أن نقتصر على بيان الحقيقة في أمره، وأن نترفق في تفهيمهم قبح ما زين لهم، حتى يعلموا حقيقة حاله، ويصلوا إلى الصواب فيه من غير أن يخرج الجدال معهم عن الأدب اللائق به، وعن الحدود التي تجعله مناسباً لشرف الدعوة، ملائماً لنبل ما تدعو إليه. ولهذا أيضاً يقول الله تعالى بعد ذلك "ثم إلى ربهم مرجعهم فينبهم بما كانوا يعملون" تأكيداً لذلك النهى عن سب آلهتهم، وليدل به على أن أمرهم في ذلك يرجع إلى الله تعالى لا إلينا، فهو الذي يعاقبهم على شركهم، وليس إلينا هذا العقاب حتى نعاقبهم بشتم أو نحوه، وإنما وظيفتنا الإرشاد والدعوة بالتي هي أحسن.