النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة وانطلق بالأسارى فيهم العباس وعقيل ونوفل بن الحارث ابن عبد المطلب وكان مع العباس يومئذ عشرون أوقية من ذهب فلم تحسب له من فدائه وكلف أن يفدي ابني أخيه فأدى عنهما ثمانين أوقية من ذهب وقال النبي صلى الله عليه وسلم أضعفوا على العباس الفداء فأخذوا منه ثمانين أوقية وكان فداء كل أسير أربعين أوقية فقال العباس لرسول الله صلى الله عليه وسلم لقد تركتني ما حييت أسأل قريشا بكفي فقال له أين الذهب الذي تركته عند أم الفضل فقال أي الذهب فقال إنك قلت لها إني لا أدري ما يصيبني في وجهي هذا فان حدث بي حدث فهو لك ولولدك فقال ابن أخي من أخبرك فقال الله أخبرني فقال العباس أشهد أنك صادق وما علمت أنك رسول الله قبل اليوم وأمر ابني أخيه فأسلما وفيهم نزلت قل لمن في أيديكم من الأسارى الآية وروى العوفي عن ابن عباس أنها نزلت في جميع من اسر يوم بدر وقال ابن زيد لما بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم أتاه رجال فقالوا لولا أنا نخاف هؤلاء القوم لأسلمنا ولكنا نشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله فلما كان يوم بدر قال المشركون لا يتخلف عنا أحد إلا هدمنا داره واستحللنا ماله فخرج أولئك القوم فقتلت طائفة منهم واسرت طائفة فأما الذين قتلوا فهم الذين قال الله فيهم الذين تتوفاهم الملائكة ظالمين أنفسهم وأما الذين أسروا فقالوا يا رسول الله أنت تعلم أنا كنا نشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله وإنما خرجنا مع هؤلاء خوفا منهم فذلك قوله قل لمن في أيديكم من الأسارى إلى قوله عليم حكيم فأما قوله إن يعلم الله في قلوبكم خيرا فمعناه إسلاما وصدقا يؤتكم خيرا مما أخذ منكم من الفداء وفيه قولان