ذكر المبالغة .
( بالغ وقل كم جلا بالنور ليل وغى ... والشهب قد رمدت من عثير الدهم ) .
المبالغة نوع معدود من محاسن هذا الفن عند الجمهور واستدلوا على ذلك بقول من قال أحسن الشعر أكذبه وبقول النابغة الذيباني أشعر الناس من استجيد كذبه وضحك من رديئه واستدلوا أيضا برد النابغة المذكور على مثل حسان بن ثابت في قوله .
( لنا الجفنات الغر يلمعن في الضحى ... وأسيافنا يقطرن من نجدة دما ) .
والرد الذي رده النابغة على هذا البيت في ثلاثة مواضع الأول منها أنه قال له قلت لنا الجفنات والجفنات تدل على قليل فلا فخر لك ولا مبالغة إذا كان في ساحتك ثلاث جفان أو اربع والثاني أنك قلت يلمعن واللمعة بياض قليل ليس فيه كبير شان والثالث أنك قلت في السيوف يقطرن والقطرة تكون للقليل فلا تدل على فرط نجدة ولا مبالغة .
وترشيح جانب المبالغة مذهب ابن رشيق في العمدة ومنهم من لم يعد المبالغة من حسنات الكلام ومشى في ذلك على مذهب حسان بن ثابت Bه فإنه قال .
( وإنما الشعر عقل المرء يعرضه ... على الأنام فإن كيسا وإن حمقا )