/ صفحة 404/
وكأني أسمع هتاف السلف الصالح بك قائلا: فاصع بما تؤمر وأعرض عن الجاهلين واستقم كما أمرت وأيقظ الغافلين ويقول لك ان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) يسألك بأمر الله سبحانه أجر رسالته المحصور في دائرة المودة في القربى، وليست هي اليوم الا البر بهم أهل البيت وبشيعتهم في جميع شئونهم العلمية والعملية على حذو بر سائر المسلمين بأنفسهم في ذلك حتى يكونا كفوين كريمين في بلادهم يتكافآن تكافؤ المتضايفين قوة وفعلا، فلا ينظر أحدهما إلى صاحبه في تعاليم مذهبه نظر التارك القالي الزاهد المعرض المعترض، بل تتلاحظ قلوبهما بالمودة والرغبة الكاملة في متاعهما فلا يبخسان منه شيئا كأمتعة بيت واحد ملك صديقان مفتاحه، فيأكلان منها هنيئا، وذلك أن العناية بمتاع أهل البيت المحفوظ عند أتباعهم هي أجر الرسالة زيادة على العناية بمتاع أهل البيت المحفوظ عند أتباعهم هي أجر الرسالة زيادة على العناية بأمتعة سائر بيوت الأمة التي هي وظيفة اسلامية مشتركة بين جميع المذاهب غير العناية الخاصة التي تمثل أجر الرسالة، كل ذلك من غير تحول مذهب إلى مذهب، فان الله تعالى قد وكل بكل شرعة ومنهاج قوما، وهذا هو الذي ينبغي أن يطمح إليه نظر التقريب الذي نرجو تمثيله في جميع أقطار الإسلام يتواصون فيه بالثقة والمكرمة والحرمة والمرحمة بلا منافرة ولا مكاشرة ولا مشاجرة، والا فمتاع كل قوم رائج في سوقهم، وإنّما المطلوب رواج متاع كل من الجانين في سوق صاحبه كأنه متاع نفسه النفيس في سوقه المختص به.
و ثانياً أن أزيد لفضيلتك على هذه الذكرى ذكرى لتكون لجميع المسلمين ولك ولقومك ذكراً، وهي أن أعزز ما بينته للمسلمين من الأمرين ـ في هدايتهم إلى الوحدة التي بنى عليها الإسلام، وبها رضي الله سبحانه لهم الإسلام دينا، وبها أتمم عليهم النعمة ـ بثالث هو النمرقة الوسطى، وسواء كلمة أخرى يشفع بها سواء الكلمة الأولى التي بها يكون المسلم مسلما، ليكون للتقريب صورة عملية حقيقية ولو تدريجاً من غير أن يتنزل السني عن تسننه، ولا الشيعي عن تشيعه.