اصدر "المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية"، بيانا على اعتاب حلول الذكرى الـ 45 لانتصار الثورة الاسلامية، اكد فيه: ليعلم جبابرة العالم بان نور الحق لن ينطفئ، وبشهادة التاريخ، حتى لو استطاع الظالمون ان يعيشوا لبعض الوقت في نشوة السلطة، لكن بإرادة القادر الازلي وبسواعد المجاهدين المخلصين في سبيل الله، سيكون مصيرهم الانهيار والزوال.

نص البيان الصادر عن المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية لمناسبة ذكرى انتصار الثورة الاسلامية الـ 45 في ايران، جاء كالتالي :

بسم الله الرحمن الرحیم

[يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ]- المائدة، 45اية.  

لقد كانت الثورة الإسلامية في إيران عام 1979مـ، شعاع نور من ثورة رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) العظيمة في عصر صدر الإسلام، والتي ازاحت الاصنام الحجرية والخشبية والجبابرة، وقد مهدت الارضية لتكريس سيادة "لا إله إلا الله"، بين الامم والشعوب التي عانت من ظلم وجور الطغاة.

لقد استطاع النبي الاكرم (ص) بالاتكال على الله ومرافقة انصاره ان يستبدل وجود الشرك والظلم بالعبودية للباري تعالى والدفاع عن الحق، ليقوم الامام الخميني (رض)، بعد مضي قرون من الزمن وبدعم وجهود الامة الاسلامية، على احياء سيرة الرسول (ص).

لقد انتصرت الثورة الاسلامية في ايران انطلاقا من ذات الرؤية والمبدا، وقد اسست لثقافة التغيير باتجاه النمو الانساني المستديم، وذلك بناء على تعاليم القران الكريم والرسول الاعظم (ص) والائمة الاطهار (عليهم السلام)، وقد استقرت هذه الثورة بكل اقتدار، واصبحت حصنا يستند اليه كل الذين عقدوا الامال على ظهور المنقذ المنتظر (عج) لنصرتهم.

ان ثقافة الصمود والمقاومة انطلقت من جديد تحت رعاية الامام الخميني (رض) وسماحة قائد الثورة الاسلامية وتوجيه وهداية علماء الامة، وقد انتشرت هذه الثقافة في غضون فترة قصيرة بين المسلمين جميعا، حيث تقلدوها بمثابة ميدالية فخر واعتزاز ورغم انوف اعدائهم.

ان الشعوب في فلسطين والعراق واليمن وافغانستان وسوريا ولبنان وسائر البلدان الاسلامية، تلقت بجدارة خطاب الثورة الاسلامية الذي يرتكز على الايمان والاخلاص وانصاعوا اليه وناصروه.

اليوم اضحت ثقافة الثورة الاسلامية مبدا لدى الشعوب المسلمة، التي باتت ترفض اي دين لا يناهض الاستكبار والظالمين، ويختار التعايش السلمي مع اعداء الله.

ان الهجمات المتتالية التي يشنها اعداء الاسلام اليوم على الشعبين الفلسطيني واليمني، ومجازر الابادة البشعة بحق المسلمين في الدول الاسلامية، ترمي في الواقع الى اخماد هذه الثقافة الثورية والقضاء على مقاومتهم.

ان الخصومة والعداء الشامل من جانب الامريكيين الارهابيين والكيان الصهيوني البغيض، ضد الجمهورية الاسلامية الايرانية وانصارها، ينجم عن خوف هؤلاء من انتشار الثقافة المحمدية الاصيلة (ص) والاسلام الحقيقي المقاوم الذي تنادي به الثورة الاسلامية، على صعيد العالم وبما يؤدي الى تعزيز التماسك بين جنود الله يوما بعد يوم.

ليعلم جبابرة العالم بان نور الحق لن ينطفئ، وبشهادة التاريخ، حتى لو استطاع الظالمون ان يعيشوا لبعض الوقت في نشوة الاقتدار، لكن بإرادة القادر الازلي وبسواعد المجاهدين المخلصين في سبيل الله سيكون مصيرهم الانهيار والزوال.

اليوم حيث تجلت للعلن المواجهة القصوى بين جبهة الحق امام جبهة الباطل وبما يشمل العديد من الساحات العقدية والعملية، اصبح الخطاب والامر الالهي الصريح [فَاسْتَقِمْ کَما أُمِرْتَ وَ مَنْ تابَ مَعَکَ وَ لا تَطْغَوْا إِنَّهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصیرٌ] نهجا لجميع المسلمين والتواقين للحق على مستوى العالم، وعليه فإن السعادة والنصر سيكونان حليفين للمجاهدين في سبيل الله والخسارة لاعدائهم.

ان المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية يتقدم بمناسبة حلول الذكرى الـ 45 لانتصار الثورة الاسلامية المشرف في ايران، بالتهنية من الشعب الايراني الشريف، وانصار الثورة ومحبيها في ارجاء العالم؛ سائلا الباري عز وجل بالرقي والنصر اكثر من اي وقت مضى لجميع المسلمين والمستضعفين.

المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية